قررت ان احطم مبادئي ، ووافقت ان اذهب انا واسرتي لاحدئ الحدائق العامة اتباعاً لمبدا “وفيها ايه؟..ايه اللى هيحصل يعني “ ، وعلى بوابة الحديقة كان هناك “ كشك” لبيع تذاكر الدخول ، حصلت منه على تذكرة وبدأت رحلتي الاستكشافية “للكباريه “ كما شاع اسمه بين العامة ، في البداية وجدته عبارة عن حديقة خاوية يبدوا فيها واضحاً يد الاهمال، القمامة في كل مكان ، النباتات التي نادراً ما تروي ، وما ان انكسرت حدة الشمس او كما يسمي “ ميعاد خروج المدارس “ بدأت الحديقة في الازدحام ، فتيات وشباب في سن المراهقة في اوضاع يعتبرها المجتمع المصري مخلة بالاداب ، والجيران الـ” هاي كلاس” ينظرون الى رواد الحديقة بنظرة اشمئزاز دفعتني للخروج فوراً من “ قفص الاتهام” ، ولكن شغفي دفعني لسؤال بائع التذاكر، لماذا تسمحون بتلك “ المهازل” وكانت اجابته واقعية:” الحديقة كانت تمنع دا لكن المسئول عن المشروع عايز ايرادات “، قد يكون هذا بالنسبة لنظرة المجتمع الغربي كبت قد يولد مزيد من الانفجار ولكن في ثنايا هذه القضية يوجد طفل فقير، واسرة خلوقة منعت من التنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة وتكون لديها كبت من نوع آخر .
الحقيقة المؤلمة ان الحدائق اصبحت قبلة العشاق ومستنقع للتحرشات ومقر متعاطي المخدرات، الذين يتخفون تحت ستار بيع المشروبات الساخنة والمثلجة وليس الحدائق وحدها هناك مبانى مخالفة تملا المحافظة،ارصفة محتلة من الباعة ، اعمدة انارة لا تعمل ، محال غير مرخصة تضر بصحة المواطنين ، بلطجية يسمحوا بركن السيارات بشكل يعوق المرور، القمامة تلال ,والصرف الصحى يغرق الشوارع.
ولا تسالني اين المحليات للمحافظة على حقوق المواطن ، ولا تحاول اقناعي بان رؤساء الأحياء ليس لديهم الإمكانات المتاحة لردع المعتدين علي الأملاك العامة لان الشرطة تحارب الإرهاب ، حتي تصريحات رئيس الوزراء الاخيرة:” مطلوب تقييم فورى ومستمر لرؤساء الاحياء والمراكز… واللى ميشتغلش يمشى فوراً” لاتعطيني املاً في الغد .
فروؤساء الاحياء لا يستحقون راتبهم ولا مكاتبهم ، وبقائهم في مناصبهم جعل المواطن البسيط لا يشعر بالتغيير ولسان حاله “البلد زي ما هى “.. لقد ولي زمن التهديد ،كانت امامهم الفرصة ولم يستفيدوا منها ، فالفساد مستفحل فيهم ، وحان وقت الحصاد .
كلودين كرمة