أكدت مصادر أن تنظيم داعش الارهابي المتشدد يحظى بدعم أكراد يقاتلون في صفوفه ضد أكراد أمثالهم للفوز بمعركة عين العرب الحاسمة.
وأشار مسؤولون في وحدات حماية الشعب الكردية أنهم أصبحوا على علم بوجود أكراد في صفوف تنظيم الدولة، وقالوا إنه بينما كان المقاتلون الأكراد يدافعون عن قرية شيران في سبتمبر الماضي، اخترق رجلان كرديان يتحدثان بلكنتين مختلفتين، يرتديان زي وحدات حماية الشعب الكردية، صفوف المقاتلين، وخلال استجوابهما، اعترفا بالقتال لصالح تنظيم الدولة.
وقال المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا، نواف خليل، إن المقاتلين الأكراد في صفوف تنظيم الدولة “ذوو قيمة كبيرة في معركة عين العرب لأنهم يعرفون الجغرافيا وكذلك لغة بني جلدتهم الأكراد وطريقة تفكيرهم”.
وأضاف: “جزء رئيسي من عملهم هو التنصت (المراقبة الإلكترونية) وجمع معلومات المخابرات”.
وأوضح مسؤولون عراقيون وأكراد أن كثيرا من المقاتلين الأكراد في صفوف تنظيم الدولة أتوا من بلدة حلبجة شمال شرقي العراق
وقال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عين العرب شورش حسن، إنه على الرغم من أن معظم الجهاديين الأكراد أتوا من العراق، فإن بعضهم جاء من مناطق سورية مثل عين العرب وعفرين والجزيرة.
وأضاف: “المقاتل المنحدر من عين العرب ليس كالآتي من الشيشان الذي ليس لديه فكرة عن الدروب والطرق”.
ويعد أحد أكبر القادة العسكريين بالتنظيم المتشدد في عين العرب، عراقي كردي يعرف باسم “أبو خطاب الكردي”، ويساعد التنظيم في معركته ضد أقرانه الأكراد.
وفي بغداد، قال مسؤول أمن عراقي إن الكردي عضو بجماعة “أنصار الإسلام” السنية المسلحة التي لها علاقة بأبو مصعب الزرقاوي، الزعيم الراحل للقاعدة في العراق الذي كان نشطا في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وانضم الكردي لاحقا إلى تنظيم الدولة.
وقال المسؤول العراقي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “أحدث معلوماتنا أنه في سوريا يقاتل في منطقة عين العرب ، ويقود المجموعة الكردية داخل داعش لأنه كردي”.
كما شكل مقتل كيوان محمد، حارس مرمى فريق حلبجة البالغ من العمر 25 عاما، بينما كان يقاتل مع تنظيم الدولة في عين العرب ، مفاجأة كبيرة للأكراد.
من جانبها، قالت دانا جلال، وهي صحفية عراقية تتابع الجماعات الجهادية، إن الرياضي العراقي غادر سوريا في يوليو 2013 ولم يسمع عنه شيء إلا عند موته.
وأوضحت أن نحو 70 كردي عراقي معظمهم من حلبجة، ذهبوا للقتال في سوريا مع تنظيم الدولة، لافتة إلى أن معظمهم ذهب عبر تركيا، حيث يقولون إنهم سيسافرون للسياحة، لكنهم يعبرون إلى سوريا “وقد يأخذون زوجاتهم معهم”.
ولا يقتصر انخراط أكراد في صفوف الجماعات المتشددة على شرق سوريا، أو يعود إلى بروز دور داعش في شمال شرقها فحسب.
فهناك من الأكراد السوريين من انضم لجماعات “جهادية” منذ بداية الصراع المسلح في سوريا، وفي مناطق شمال غرب البلاد أيضا.
وقبل نحو عامين، حين احتدمت الاشتباكات بين جماعات معارضة مسلحة ومسلحين من لجان الحماية الشعبية للأكراد في مناطق غرب حلب حتى مدينة عفرين، كان هناك أكراد في الجانبين.
وهناك عائلة كردية في منطقة بين دارة عزة وعفرين كان أبناؤها ينقسمون بين مقاتلين في جماعات معارضة متشددة ولجان الحماية الشعبية الكردية، يتقاتلون فيما بينهم أكثر مما يقاتلون قوات الحكومة السورية.
المصدر : وكالات