بقلم: فريد زمكحل
اولاً وقبل كل شئ، أُحب أن أتوجَّه بخالص العزاء لأسر جميع ضحايا حادث الواحات المأسوي والمُحزن بكل معنى الكلمة، والذي أودى بحياة العديد من خيرة ضباط وزارة الداخلية البواسل، الذين سقطوا دفاعاً عن أرض الوطن ضد قوى الشر والإرهاب والتطرف التي تستهدف ماضيه وحاضره ومستقبله، في معركة أفتقدت لعوامل التنسيق الجيد والتقدير الصحيح لطبيعة وظروف المكان من جانب وزارة الداخلية، مع سوء فهم حقيقي لطبيعة المقاتلين لهم ولنوعية الأسلحة المستخدمة من قبل هذه الجماعات الإرهابية لتحقيق الهدف المنشود في زعزعة الأستقرار وخلق حالة من عدم الثقة بين الشعب وبين كبار ساسة الدولة الذي يساعد البعض منهم عن جهل أو عن عمد هذه الجماعات على تحقيق أهدافها التي تسعى لتسريب اليأس إلى النفوس وهدم ثقة الشعب في القيادة الحاكمة للبلاد، بالإضافة لخلق حالة من عدم الأستقرار في كافة القطاعات المؤثرة في حياة المواطنين، من سياحة وصناعة وإستثمار، ما يؤدي إلي قيام ثورة شعبية جديدة تعمل على سقوط النظام وبالتبعية على سقوط الدولة من خلال خلق حالة من الفوضى العارمة التي ستساعد على إشعال روح الفتنة التي فشل الجميع من النيل منها حتى الآن رغم إستهداف بعض المتطرفين لدور العبادة ولبعض رجال الدين المسيحي، وكان آخرهم حادث إغتيال القس سمعان شحاته منذ ايام قليلة مضت .
لذا على الشرفاء من المسئولين والقادة بالعمل والعمل الجاد لتوجيه نظر السيد وزير الداخلية ومعاونيه لضرورة التنسيق والإستعانة بخبرات القوات المسلحة المصرية في مثل هذه العمليات التي لا تتوافق مع قدرات وخبرات رجال الشرطة الذي يقتصر عملهم عادة داخل المدن ويحسنون القيام به عن رجال القوات المسلحة الذين يحسنون التعامل مع المليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة سواء في سيناء أو في كافة المحافظات الحدودية لما لديهم من سلاح متطور ومتخصص، بالإضافة لغطاء جوي قادر على تمشيط كافة المناطق الصحراوية لمد القوات المنفذة على الأرض بكافة المعلومات المطلوبة عن العدو والتي تساعدهم في النهاية على تحقيق النصر بأقل نسبة من الخسائر ..
وهنا يجب أن نتوقف كثيراً لا لكي نحاسب من أخطأ ولكن لكي نتأكد من منع تكرار مثل هذه الأخطاء مرة أخرى .. رحم الله شهدائنا الأبرار وحفظ الله الوطن .