توفيت الفنانة الكبيرة شادية، منذ قليل عن عمر يناهز 86 عاماً، داخل مستشفى الجلاء العسكري، بعد احتجازها في غرفة العناية المركزة طوال الفترة الماضية عقب تعرضها لجلطة في المخ، ولم تتحسن حالتها الصحية طوال فترة وجودها في المستشفى، حيث شهدت الأيام الماضية تدهوراً في الحالة الصحية بعدما أصبحت نسبة الهيموجلوبين في الدم أقل من النسبة الطبيعية، إذ وصلت لستة فقط، وتم نقل دم لها.
شادية ممثلة ومطربة مصرية، تعتبر من أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية، ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، ولدت في منطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين، كان والدها المهندس أحمد كمال أحد مهندسي الزراعة والري ومشرفا على أراض ملكية.
دخلت الراحلة شادية القفص الذهبي ثلاث مرات، وكان زواجها الأول من المهندس عزيز فتحي والثاني من الممثل المصري عماد حمدي ودام فقط ثلاث سنوات، كما تزوجت من الممثل صلاح ذو الفقار إلى أنها انفصلت عنه بام 1969، ولم تنجب أبناء وظل هذا الأمر يسبب إحراجاً لشادية التي بعد اعتزالها قررت الإهتمام بالأطفال الأيتام لتعوض غياب إحساس الأمومة عن حياتها.
إنطلاقة شادية في الساحة الفنية الحقيقة كانت عند تعاونها مع المخرج المصري أحمد بدرخان الذي اكتشف موهبتها بعدما قدمت له عرضاً فنياً مميزاً نال إعجابه وكان يريد اشراكها في أحد أعماله لكن المشروع لم يكتمل وتم تأجيله.
عزيمة شادية على الظهور والشهرة لم تقف عند حدود بدرخان، بل قامت بدور صغير في فيلم”أزهار وأشواك”، وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان نفسه لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام الفنان المصري محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه.
الفيلم الذي تم عرضه حقق نجاحات كبيرة، وسطع فيه نجم الفنانة شادية بشكل كبير، وأصبحت نجمة بارزة في عالم السينما المصرية بسرعة قياسية، مما دفع محمد فوزي بالإستعانة بها بعد ذلك في عدة أفلام كـ”الروح والجسد”، “الزوجة السابعة”، “صاحبة الملاليم” وغيرها من الأعمال.
اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، وقالت حينها عبارات مؤثرة وهي: “لأنني في عز مجدي أفكر في الإعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويداً رويداً… لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس” وكرست حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة لا سيّما وأنها لم تُرزق بأطفال وكانت تتوقُ أن تكون أماً وأن تسمع كلمة “ماما” من طفلها.
كان للمسرح المصري نصيب بـ”دلوعة السينما” كما كان يطلق عليها جمهورها، حيث شاركت شادية بمسرحية وحيدة هي مسرحية “ريا وسكينة” مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر، واستمرت المسرحية لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية، لكنها لم تعاود كرة التمثيل المسرحي، واكتفت بالسينما.