بقلم: فريد زمكحل
توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس منذ أيام قليلة مصت بمثابة اعتراف أمريكي صريح بأن القدس أو أورشليم التي تعني مدينة السلام هي العاصمة الجديدة والأبدية لدولة إسرائيل، رغم أنف جميع القرارات الأممية والدولية الصادرة في هذا الخصوص، وعلى المتضرر من القرار اللجوء للمؤسسات الدولية أو اللجؤ للحرب، وهو ما لا طاقة للشعوب العربية مجتمعة عليه، خاصة في ظل هذه الأوضاع المتأزمة التي نشهد وقائعها يوماً بعد يوم تحت مسميات عدة مذهبية وعقائدية وطائفية وتحررية مقيتة ساعدت على تفتيت الدول وشق الصف المنقسم سلفاً على ذاته منذ وعد بلفور سنة 1917، مروراً بحرب 1948 ونكسة 1967 وصولاً إلى نصر أكتوبر سنة 1973 ومعاهدة كامب ديفيد سنة 1978 التي كانت بمثابة الملاذ الأخير لقيام الدولة الفلسطينية المنشودة على الأراضي المحتلة سنة 1967، ولم يستفد منها العرب ولا القيادات الفلسطينية التي كانت معنية بالأمر في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي يؤكد لنا حجم الغيبوبة التي يعيشها العرب منذ 1917 حتى إعلان وفاتهم ووفاة قضيتهم على أيد الرئيس الأمريكي منذ أيام قليلة بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الذي يُعد اعترافا بالقدس كعاصمة أبدية لإسرائيل، التي كانت تسعى جاهدة لصدور مثل هذا القرار حتى ولو تأخر تنفيذه لعدة سنوات مقبلة..
والحل في تقديري لا يكمن بالدعوة لعقد قمم عربية تحت إشراف الجامعة العربية خاصة وإنها لن تفيد مع هذا الانقسام والتفتت العربي العربي الذي تشهده المنطقة العربية ويشهده عالمنا العربي الفقيد من المحيط إلى الخليج بقدر ما يكمن بالحوار المفيد والقرار الحكيم الذي على الجميع الدخول فيه بما في ذلك إسرائيل وإيران وتركيا تحت إشراف الدول الخمس الكبار في العالم من خلال النقاط التالية:
1- الاعتراف العربي بدولة إسرائيل
2- الاستعداد العربي لتوقيع اتفاقية سلام حقيقية مع إسرائيل
3- الموافقة على تبادل التمثيل الدبلوماسي بين جميع الدول العربية وبين إسرائيل بما في ذلك التبادل التجاري من صادرات وواردات مقابل التالي:
1- الاعتراف بقيام دولة فلسطين من خلال حدود مقبولة للطرفين
2- أن تكون القدس أو مدينة السلام عاصمة الدولتين وتحت إشراف أمني مشترك فيما بينهما.
3- أن تتوقف كل الحملات الإعلامية والعقائدية والثقافية والتعليمية العدائية من كافة الاطراف ضد بعضها البعض بما فيهم دولة إسرائيل والدولة الفلسطينية
4- توحيد كافة الفصائل العسكرية الفلسطينية في كيان عسكري واحد تحت قيادة شرعية واحدة مُعترف بها فلسطينيا وعربياً ودولياً
5- تعهد الطرفين دولياً على الحفاظ على كافة المقدسات اليهودية والمسيحية والإسلامية مع التعهد بعدم المساس بها من بعيد أو من قريب مع احترام حرية ممارسة العقيدة والمعتقد لجميع الديانات الثلاثة.
6- منح حق الزيارة لفلسطينيين الشِتات في زيارة وطنهم الأم وزيارة مقدساتهم الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية من خلال تعايش سلمي حقيقي خاضع لكافة الضمانات العربية والدولية.
هذا أبسط ما يمكن عمله في تصوري للوصول للحل العادل والنهائي والأخير «المتاح لنا اليوم» لحقن دماء الجميع وتحقيق السلام بين الجميع.
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد!!