بقلم: كلودين كرمة
عندما تئن و تحزن وتتألم فتمتلئ الدنيا من الاشجان والدموع والشكوى من الكوارث والحروب ، من فناء الحب والإخلاص ، من الانانية والبغض، من الغش والسرقة، من الثرثرة والاغتياب من الغفلة والتغافل، من التجارة الرديئة والاستغلال من التعالى والنكران، من الفقر والمرض، من الامية و الجهل ، من الاستهزاء من القيم والمبادئ، من السلوك السئ والألفاظ النابية ، من قلة الصبر و الاحتمال، من انعدام الثقة و الأمانة، من السعى وراء النزوات و احتقار الذات، من زوال النعمة وكثرة الشرور، من النظرة الشريرة والابتسامة الزائفة، من كثرة الصعاب وقسوة الأمراض من فقدان الخليل وابتعاد القريب، من تزايد الاشرار و وقلة الأخيار من اختفاء الجمال وظهور القبح ، من اندثار الاخلاق و الادب.
فهل يمكن لنا ان نتخيل لو استمر هذا الانحدار على كل الاصعدة
الى اى مستوى متدنى سوف نصل..وهل من المنطق ان نقف مكتوفى الايدى نشاهد هذا الفيلم الذى يثير الاشمئزاز ؟!
وهل نرتضى بهذه الطرق الملتوية لتحقيق اهوائنا لمجرد انها الاسهل والاسرع مع عدم استنادها على اسس قويمة ومبادئ ثابتة؟!
وان كانت الاجابة نعم فبئس المصير وان كانت لا،فلماذا لا نجاهد حتى نقضى على هذه الظاهرة الغريبة التى من صنع اناسا يضعون قناع الانسانية .
لا بد ان هذه القضية تأخذ نفس درجة الاهتمام للتصدى للكوارث
والتغيرات البيولوجية والبيئية التى تهدد كوكبنا..فهذه ايضا كارثة لا بد من دراستها والوقوف على اسباب انتشارها ومعالجتها لأنها تهدد وبعنف القيم والمبادئ التى تشكل كيان الانسان والتى بدونها نتحول الى وحوش تحركهم الغرائز وتسيطر عليهم الانانية وتتحكم بهم الهمجية ويكون معبودهم هو الجهل فى محراب الظلام.
فلنسرع معا وكل فى مكانه لمحاربة هذه السلوكيات السلبية التى تودى الى الاحباط واليأس وتدعو الى العدوانية ولنستبدلها بمكارم الاخلاق والكلمات الطيبة و الافكار البناءة والعمل المتقن يزينهم جميعا الضمير الواعى والرقى والرغبة فى الوصول الى القمة فتنسكب ارفع وأجمل الصفات على البشر جميعا وكأنها نعم تنتشر فى الارض كلها فتُنبت وتُزهر و تظهر اجمل ما فى الانسان.
وليكن العلم هو وسيلتنا الوحيدة للترابط والتعاون والبناء ولتكن التكنولوجيا سبباً فى بناء الحضارات التى تخلد الشعوب ، ولا تكون سببا فى الصراع والحرب والدمار .