بقلم: حسان عبد الله
ظهرت في جنوب الجزيرة العربية الكتابة العربية المعروفة بخط المسند مع ظهور مملكة سبأ قبل القرن العاشر قبل الميلاد ثم توقف أستخدام هذا الخط مع القرن السابع الميلادي حيث كان لظهور العصر الإسلامي أثر كبير في لفت الأنتباه للكتابة العربية المكتوبة بلغة قريش والتي تطورت بدورها أيضاً بعد تنقيطها ببعض النقاط والحركات المميزة . فما بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد هاجرت القبائل السامية إلى الشمال وأنشأوا مملكة تمركزت حول بترا الموجودة حالياً في الأردن ويسمى هؤلاء الناس بالأنباط نسبة إلى قبيلتهم نبطو . ويعتقد أنهم يتكلمون أحد أشكال اللغة العربية . وفي القرن الثاني الميلادي تم تسجيل ظهور أولى اشكال الأبجدية النبطية المكتوبة داخل اللغة الآرامية والتي كانت لغة الأتصال والتجارة . ولكن كان بها بعض خصائص اللغة العربية ، فالأنباط لا يكتبون اللغة التي ينطقونها ، فهم يكتبون بأبجدية آرامية والتي هي طور التور وقد أنقسمت إلى قسمين : أحدهما أعد للنقوش التي على النصب النبطية الضخمة والآخر للأحرف السلسة والمتصلة وللكتابة السريعة والموجودة على أوارق البردى . وقد أثرت تلك الكتابة السلسة على الكتابة الضخمة شيئاً فشيئاً حتى تحولت تدريجياً إلى الأبجدية العربية . فاللغة العربية هي من اللغات السامية وهي أغناها ، وهناك العديد من الآراء في اصل اللغة العربية لدى قدامى اللغويين العرب . فيذهب بعضهم إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة بأسمه ويعرب هو أحد أحفاد النبي هود عليه السلام وأكبر اولاد قحطان وكان تاجراً يمنياً ، وقد ذكر التاريخ عنه أنه أول ملوك الدولة القحطانية التي أستوطنت اليمن وحضرموت وأمتد ملكها إلى كل الجزيرة العربية . وورد في الحديث النبوي أن نبي الله أسناعيل بن إبراهيم أول من فتق لسانه بالعربية وهو ابن أربع عشرة سنة ، بينما نسي لسان أبيه ، والمتعارف عليه أنه أول نبي نطق بالعربية إلا أنه قد تعلم هذه اللغة من أهل الجزيرة العربية التي تركه والده فيها وهو صغير ، فتعلم لغتهم وبالتالي فهو أول نبي نطق بالعربية ولكنه ليس أول البشر الذين نطقوا بها . كما يذهب بعضهم الآخر إلى القول بأن العربية كانت لغة أدم في الجنة ، إلا أنه لا وجود لبراهين علمية أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أيًا من تلك الادعاءات . وأرتبطت اللغة العربية تاريخياً في القرن السادس الميلادي بالشعر الجاهلي ولغتهم وبالقرآن الكريم في القرن السابع الميلادي ثم دُونت النصوص الإسلامية بدءاً من القرن الأول الهجري . ويمكن القول : أن اللغة المعنية هنا لغة عرب الشمال والتي أصبحت لغة التراث الثقافي العربي الإسلامي والتي هي لغتنا العربية الآن .