بقلم: هيثم السباعي
من حق كل منا أن يتمنى، يمكن تعريف التمني والأمنيات بأحلام اليقظه. ألم نحلم ونحن صغار بالتخرج من الجامعه مثلاً وتأسيس عائلة وكيف سنعلم أولادنا وأين، ألم نحلم في حال حصولنا على ثروة كبيرة، بشراء منزل لكل إبن وإبنه وإكرام الوالدين لرد بعض جمائلهما وجبر خواطر الأخوات وتكريم أولادهن والبحث عن العائلات المستورة لمساعدتها، وهل هناك أسعد من اللحظه التي نرسم فيها إبتسامة على وجه حزين جنت عليه الحياة؟ من المؤكد أن بعض هذه الأحلام تحقق كلياً أوجزئياً وبعضها لم يتحقق على الإطلاق.
وقعت نكبة فلسطين عندما كنت في الثامنه من عمري، بدأت أعي الحياة ومايدور حولي منذ ذلك الوقت عندما رأيت معاناة الإخوة الفلسطينيين يصارعون الحياة وشظف العيش معتمدين على ماتجود به عليهم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). أكوام من اللحم البشري حشرت في مدرستي الإبتدائية القريبة والمدارس الأخرى والأبنية الحكومية الشاغرة ريثما تمت إقامة مخيم لهم إنقلب إلى حي بعد عدة أعوام وأصبح جزءاً من المدينه.
منذ ذلك العام تقريباً بدأ إهتمامي بالسياسة للإطلاع على ردود أفعال الحكومات العربيه تجاه النكبه. ولاأخفيكم أنني منذ ذلك العام حتى اليوم لم أر يوماً واحداً كان فيه العرب على إتفاق تجاه أي أزمة من الأزمات التي أحاقت أوتحيق بهم، كانت نكبة فلسطين الأهم بينها حتى وقت قريب إلى أن أصبحت من التاريخ. العرب منقسمون دائماً إلى معسكرين أو أكثر. لم يفلحوا يوماً بحل أزمة واحدة، من خلال إتفاقهم. العالم الإسلامي، في الشرق تحديداً وضعه أسوأ.
للأسباب آنفة الذكر حلمت اليوم بحلم، أعتقد أنه كبير جداً، لن يتحقق بالتأكيد خلال حياتي، ولكنني أرجو أن يتحقق في يوم من الأيام.
حلمت اليوم أن المسؤولين الأتراك والسعوديين والإيرانيين، جلسوا حول طاولة حوار وإتفقوا على مايلي، بعد أن إنكفأ جميع الأجانب إلى بلادهم:
١. الإيمان والعمل بالآية الكريمة: ‘لكم دينكم ولي دين’ لإستيعاب كافة الأديان والمذاهب في كل منها.
٢. إيقاف القتال الدائر في منطقة الشرق الأوسط من العراق إلى ليبيا مروراً بسوريا واليمن والسودان والصومال.
٣. التوقف عن التدخل بشؤون الدول الأخرى وإفساح المجال أمام كل منها أن تحل مشاكلها بنفسها.
٤. إستثمار مليارات الدولارات التي تصرف يومياً على شراء الأسلحة والذخائر وتمويل المقاتلين داخل بلادها لخلق فرص عمل والقضاء على الفقر المدقع الذي تعاني منه أغلب المجتمعات العربية والإسلامية.
٥. فتح مزيد من الجامعات وتحديث برامج التعليم التي أكل عليها الدهر وشرب في كافة المراحل، بدءاً من دور الحصانه حتى الجامعات، بهدف القضاء على الأمية المستشرية في المجتمعات والتي زادت نسبها في السنوات الأخيرة.
٦. إفتتاح مزيد من الجامعات وإنشاء مراكز أبحاث تليق بالتقدم العلمي الذي نشاهده ونعيشه في العالم الصناعي.
٧. إفتتاح عدد كبير من المستشفيات بهدف رفع المستوى الصحي للمواطنين.
٨. حل الجيوش الجرارة لأنه ليس هناك دوله واحده بين الدول المذكورة جادة بإستعادة فلسطين أومحاربة العدو الصهيوني، أضف إلى ذلك إستهلاكها الجزء الأكبر من ميزانيات الدول، خاصة الفقيرة منها.
أتساءل، إذا تحقق هذا الحلم، أو تحققت منه الأجزاء الأولى فقط، كيف سيكون عليه، ياترى شكل الشرق الأوسط الذي نعيش فيه؟؟
كيف سيكون عندها العالم كله؟؟ وكيف ينظر إلينا؟؟