شدَّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب ألقاه أمس الخميس بمنسابة الذكرى الثالثة عشر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على أن بلاده لن تقوم بدور العرب في حماية منطقتهم من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
وكنت سوف أؤيده لو لم يكن هو المسئول الأول والأخير عن تسليح مثل هذه الجماعات الدموية الذي يحاول دفع الجيش المصري لمواجهتها والقضاء عليها في الوقت الذي امتنع فيه عن مساندة مصر للقضاء على هذه الجماعات بصورة نهائية على أراضيها، وهنا يكمن الفخ التي تعده الإدارة الأمريكية للقضاء على الجيش المصري الذي أثق بأنه لن ينجرف ولن يسقط في هذا الفخ الأمريكي العفن الذي يهدف لتوريطه واستنزافه في أراضي خارج حدوده الدولية المعترف فيها في الوقت الذي يقوم فيه أوباما على الجانب الآخر من المشهد بدعم جماعات الإخوان المسلمين الإرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار في مصر لاسقاط الدولة المصرية وتقسيمها وتفتيتها، وهو ما لن يسمح به الرئيس السيسي ولا قادة القوات المسلحة ولا الشعب المصري بأي حالٍ من الأحوال.
ومن المضحك المبكي فعلاً محاولات الرئيس الأمريكي المستمرة لخداع العالم من جديد بمحاولة اقناعه بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل من خلال حشد عسكري دولي لمواجهة داعش والقضاء عليها في العراق وسورية وهو يستعد لاستغلال الموقف لتوجيه ضربات عسكرية مباشرة ضد القوات النظامية للجيش السوري للقضاء عليه وتمكين هذه الجماعات المرتزقة من الوصول إلى سدة الحكم في سورية وهو ما لن تسمح به الصين وروسيا ولن يسمح به الرئيس الروسي الشجاع «فلاديمير بوتين « صاحب المواقف السياسية المتزنة، واظهر ذلك بوضوح من خلال التصريح الصادر عن وزارة الخارجية الروسية وأكد فيه المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشفيتش «بأن تصريح الرئيس الأمريكي المباشر عن إمكانية توجيه القوات المسلحة الأمريكية لضربات عسكرية ضد مواقع الدولة الاسلامية في سورية دون موافقة الحكومة الشرعية وفي غياب قرار لمجلس الأمن الدولي ستكون عملاً عدوانياً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».
وهو ما يعني بأن الادارة الروسية لم ولن تسمح بهذا التصرف بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى من المسميات.
وبنظرة سريعة لما سبق سوف نكتشف على الفور بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد ضرب عصفورين بحجر واحد بتوريط الجيش المصري لاضعافه خارج أراضيه والقضاء على قوات الجيش النظامي السوري على أراضيه لتمهيد الطريق أمام هذه التنظيمات الاسلامية لبسط نفوذها على مصر وسوريا والعراق وتونس وليبيا واليمن والسودان ودول الخليج على الطريق لاعلان قيام الدولة الاسلامية الكبرى أو دولة الخلافة الاسلامية المزعومة مهما كان الثمن.
وهو ما لن يحدث ولن تسمح الشعوب العربية بحدوثه مهما كان الثمن والذي غالباً سوف يدفعه الشعب الأمريكي وشعوب العالم من قوتهم وقوت اولادهم وعلى حساب الأمن والاستقرار العالمي.
بقلم رئيس التحرير : فريد زمكحل