تتمتع مصر واليونان بعلاقات ثنائية طيبة، وتقارب في الرؤى في العديد من القضايا الإقليمية والدولية بشكل عام، وذلك يرجع في جانب منه إلى الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية بين البلدين، فضلاً عن قدم العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي ترجع إلى عام 1833.
ولذلك قمنا بلقاء سعادة السفير اليوناني في القاهرة كريس لازاريس وكان لنا هذا الحوار معه الذي تحدث عن العلاقات المصرية واليونانية وآخر التطورات المشتركة وسبل تطوير الاستثمار بين البلدين , كما تطرقنا في الحوار إلى مسألة الهجرة غير الشرعية وآثارها السلبية على اليونان .
س:حدثنا عن العلاقات اليونانية المصرية وأهم شيء يربط بين اليونان ومصر
ج: ان العلاقة التي تربط مصر باليونان هي علاقات قوية ومتينة وهي من أقدم العلاقات بين بلدين في العالم وهناك روابط تاريخية وجغرافية وثقافية واقتصادية عريقة ، فضلاً عن قدم العلاقات الدبلوماسية بينهما ، إلى جانب وجود جالية يونانية كبيرة في مصر ، وجالية مصرية في اليونان.
وهناك مشاريع اقتصادية عديدة بين مصر واليونان حيث تبلغ الاستثمارات اليونانيه في مصر 3 مليارات دولار، ونتوقع زياده حجم الاستثمارات الى خمسة أضعاف وقد بلغ عدد المشروعات الاستثمارية اليونانية في مصر108 مشروعات ، منها 53 شركة رئيسية.
س: ما هي أهم المشاريع التي تستثمر بها اليونان في مصر ؟؟
ج: تتنوع المشاريع الاستثمارية اليونانية في مصر في عدد من القطاعات الإنتاجية والخدمية ، والتي من أبرزها: الصناعات الكيماوية – صناعة النسيج – مواد البناء – صناعة الأغذية – الخدمات التجارية والاستشارية – مشروعات النقل والخدمات العامة والعديد من المشاريع الاخرى .
س: كيف ستستفيد اليونان من مشروع قناة السويس الجديد …. خصوصا وقد وضعت اليونان ميناء بيرايوس؟
ج: ان مصر ليست المستفيد الوحيد من مشروع قناة السويس الجديد لكنها ستشهد عهدا جديداً وسيكون لها دوراً مهماً على الساحة الدولية بهذه القناة ، والتي ستعود بالربح والفائدة على مصر لأنها ستزيد الاستثمارات عن طريق قناة السويس الجديدة.
أن القناة الجديدة ستعمل على زيادة القدرة الإجمالية للممرات المائية ثلاث مرات وهى الحقيقة التى لا يمكن تجاهلها فى التجارة البحرية فى القرن الـ 21 فى العالم.
ونظراً للتوسعات التى يشهدها ميناء ” بيرايوس ” فى البحر المتوسط والذى من المتوقع أن تبلغ قدرته 7200 مليون حاوية سنويا .. وقد بلغت الاستثمارات الصينية فى ميناء بيرايوس 2.500 مليار دولار فى الخمس السنوات الماضية ، والتي ستزيد قدرة الدول الاوروبية من الاستثمارات بزيادة تقدر بنحو 230 مليون دولار وستختصر المسافات بالنسبة للتجارة الصينية وبالتالي ستكون المعبر الرئيسي لسفن الشحن الصينية إلى اوروبا. و إن إقامة مشروع “السويس – بيرايوس” سيؤدي إلى السيطرة على التجارة البحرية ، مما يجعل منطقة شرق المتوسط واحدة من أهم القوى الاقتصادية فى العالم ، وبالتالي سيعود بالنفع على مصر واليونان معاً لأنها تقدم نفس الخدمات ونفس الفائدة .. وقد ناقشت الشركات اليونانية فى المؤتمر الاقتصادي الذى عقد في شرم الشيخ آفاق التوصل إلى اتفاقيات حول تنمية منطقة قناة السويس.
س: ما هي التطورات الأخيرة في اليونان وتأثيرها الإيجابي على دعم اقتصاد اليونان؟
ج: لقد تحسن الوضع في اليونان قليلاً وهناك عزم من الاتحاد الاوروبي على دعم اليونان وإخراجه من الازمة المالية الحالية وأعتقد أن اليونان سينهض مجدداً في نهايات العام المقبل , وقد تم الاتفاق في بروكسيل على جدولة ديون اليونان وفق عدد من الشروط بمساعدة من صندوق النقد الدولي ولكن ستظل عملية جدولة الديون متعلقة بالدائنين ومدى استعدادهم لتفهم وضعنا الاقتصادي ومدى تقبلهم بعدم التمسك بسقف عال للشروط ومرونة أكبر في كيفية السداد .
س: ما هي الخريطة الاستثمارية لليونان على مدى السنوات العشر المقبلة؟
ج: نخطط لاستثمارات مستقبلية حيث يتوفر في اليونان أكبر فرصة للاستثمارات في أوروبا عقارية و فندقية ومصانع متعددة ونتوقع استثمارات مصرية في اليونان لأنه يوجد العديد من المستثمرين المصريين والشركات المصرية في اليونان.
ولدينا استثمارات كبيرة فى مصر تبلغ حوالى 3 مليارات دولار فى مجالات الطاقة والمصائد السمكية وإدارة المخلفات. وهناك تزايد كبير فى الوقت الحالى فى الاستثمارات اليونانية والشركات الجديدة فى مصر حيث يوجد أكثر من 188 شركة تعمل بالفعل فيها.
س: كيف تتم مكافحة الهجرة غير الشرعية من قبل اليونان ، وما هي الآثار السلبية عليها؟
ج: تعاني اليونان حالياً ضغطاً كبيراً بسبب الهجرة غير الشرعية ونحن نواجه هذه الهجرة منذ عدة سنوات مضت , وهؤلاء المهاجرين يتوجهون من عدة دول عبر اليونان إلى دول أوروبية أخرى ويجب أن تكون هناك مواجهة دولية لهذه الظاهرة التي انتشرت كثيراً مؤخراً والتي تتحمل مخاطرها اليونان , ولأعطيك مثالاً فإنه تواجد حوالي 30700 ألف شخص من المهاجرين الغير شرعيين على الاراضي اليونانية الشهر الماضي فقط وهذا العدد في تزايد مستمر .ونحن لا نستطيع ارسال هؤلاء المهاجرين إلى أوطانهم كما أننا لا نستطيع تحمل أعباء المهاجرين . وهناك ممن يعبرون الاراضي اليونانية للوصول إلى دول أوروبية أخرى مثل السويد أو المانيا أو هولندا ويريدون الوصول لعائلاتهم في بعض البلدان الأوروبية الأخرى والبعض منهم يبقى .
في مراكز الشرطة اليونانية لم يكن لدينا أناس متخصصين أو مترجمين لكنه أصبح من الضروري وجود مترجمين لعدة لغات غير الانكليزية والعربية ونحن ندرب المتعاملين مع المهاجرين على التحدث بلغات أخرى وكيفية التعامل معهم ولكن هذا الامر بالغ الصعوبة لأنهم يأتون من دول مختلفة وثقافات مختلفة ومنهم لا يتحدث اللغة العربية أو الانكليزية حتى , لكان ذلك يجعل الاجراءات أسهل بالنسبة لدينا , لكن هناك مهاجرين من جنوب أفريقيا اريتريا وتنزانيا ممن يهربون من الأوضاع الاقتصادية في بلدانهم لكن ليس لدينا متسع للتعامل مع هؤلاء المهاجرين وليس باستطاعتنا تأمين عمل لهم .هذه الاوضاع الاقتصادية في بلدانهم لها ما يقارب ال 25 عاماً، لكننا في كل الأحوال نقوم بواجبنا تجاههم وإنقاذهم
س: هل ترغب في إضافة كلمة للشعب المصري ؟
ج : تربطنا علاقة صداقة أصيلة و تاريخية عميقة والمصالح المشتركة القوية مع مصر والشعب المصري منذ أكثر من 4000 عام , لقد اجتازت مصر الكثير من الصعوبات ولكنها ما تزال في أزمة لذا أتمنى لمصر والمصريين النجاح في تخطي الأزمة الحالية وتحقيق الديمقراطية بالانتخابات البرلمانية المقبلة والأمن والاستقرار , ليس من السهل تخطي هذه المرحلة لكن مع اصرار المصريين أعتقد أن مصر ستعبر هذه المرحلة بسلام .