للمرّة الثانية خلال هذا الأسبوع ، شارك زعماء 6 أحزاب كندية في مناظرة مٌتلفزة تحسُّبا للانتخابات الفدرالية المقرّر إجراؤها في 21 من الشهر الجاري.
وإن كانت مناظرة الإثنين الماضي باللغة الإنكليزية، فإن مناظرة اليوم الخميس كانت مخصّصة للمناقشات باللغة الفرنسية وتانولت خمسة محاور هي : البيئة والطاقة، الاقتصاد والمال، الخدمات المقدّمة للمواطنين، السياسة الخارجية والهجرة وأخيرا الهوية والمناقبية و الحكم.
وشارك فيها كل من جوستان ترودو (الحزب الليرالي الكندي)، أندرو شير (حزب المحافظين الكندي)، جاغميت سينغ (الحزب الديمقراطي الجديد)، إليزابيث ماي (حزب الخضر)، إيف-فرانسوا بلانشيه (الكتلة الكيبيكية) وماكسيم برنييه (حزب الشعب في كندا).
وتمكّن الزميل باتريس روا من هيئة الإذاعة الكندية من إدارة المناظرة باحترافية سمحت للمشاهدين عبر شاشة التلفزيون أو عبر مختلف وسائل البثّ على الانترنت بالتعرّف على آراء الزعماء حول مختلف المواضيع المعالجة.
البيئة والطاقة
يعلم زعماء الأحزاب جيدًا أن البيئة يمكن أن تكون رهانا حاسما يوم الاقتراع. لذا، تموقعوا في بداية المناظرة وبدأوا في شنّ الهجمات فيما بينهم. وتوجّه كلّ واحد منهم إلى الناخبين محاولا إقتاعهم بأنّ الحلّ بين يديه.
وركّز زعماء الأحزاب هجوماتهم على جوستان ترودو، زعيم الحزب الليبرالي ورئيس الحكومة الخارج. ولكن استراتيجيته كانت إعادة توجيه الهجمات للمحافظين.
وأعابوا عليه شراء خط الأنابيب “ترانس ماونتن” وتقديم نفسه كمدافع عن البيئة. لكنه شدّد على أن الأرباح الناتجة عن ترانس ماونتن “ستستخدم لتميل الانتقال الأخضر”. لكن الفكرة لم تقنع زعيمة حزب الخضر، إليزابيث ماي.
ومن جانبه، اقترح أندرو شير ممرًا للطاقة، بحيث يمكن لجميع الكنديين الاستفادة من “الطاقة الكندية”. وهذ الممر هو عبارة عن خط أنابيب يعبر كندا من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي.
تقول: إليزابيث ماي ، زعيمة حزب الخضر “الوقت يمر! لا يوجد أحد هنا بجانبي لديه خطة لتجنب الأسوأ. غريتا ثونبرغ (الشابة والناشطة البيئية السويدية) على حق: بيتنا يشتعل ، كيف تجؤون.”
الاقتصاد والمال
تعرض جوستان ترودو لهجوم من طرف ماكسيم بيرنييه وأندرو شير حول موضوعي المالية العامة والعجز. وقال أندرو شير: “سنوازن الموازنة خلال خمس سنوات.” واتهم جوستان ترودو بكتابة خطته على منديل.
وفي ردّه، قال جوستان ترودو :”لدينا خطة واضحة وملموسة أما أنتم، فتقترحون تخفيضات ضريبية للأغنياء.” وذكّر أن حزب المحافظين لم يكشف بعد عن برنامج انتخابي يحتوي على توقعات مالية مفصلة ولم يبق إلا 11 يوم على الانتخابات.
ومن جانبه، قال مكسيم برنييه، زعيم حزب الشعب في كندا، إنه كان في يتعهّد بتخفيضات كبيرة للعودة إلى موازنة متوازنة في غضون عامين فقط.
ماكسيم بيرنييه ، زعيم حزب الشعب في كندا : “يخبركم زعماء الأحزاب جميعهم بأنهم سيوازنون الوازنة خلال خمس سنوات ، ويطلبون فترة ولاية مدتها أربع سنوات. الوعد الوحيد الذي أقوم به هو التخفيضات.”
الخدمات المقدّمة للمواطنين
فيما يتعلق بمسألة الإجهاض، لم يرغب أندرو شير أن يجد نفسه عرضة لهجمات منافسيه كما حدث له في المناظرة باللغة الإنكليزية يوم الإثنين الماضي . وحاول أن يكون واضحا.
أندرو شير، زعيم حزب المحافظين الكندي : “للمرة الأخيرة أقول: لقد كنت دائمًا واضحًا بشأن هذه المسألة. أنا شخصيا ضد الإجهاض. لكنّني لن أغير القوانين. نقطة إلى السطر.”
ولم ينجو ترودو من انتقادات زعماء الأحزاب الخمسة الأخرى عندما دار النقاش حول مشكلة الحصول على مياه الشرب في مجتمعات السكان الأصليين.
وقال جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد : ” إن حطاب السيد ترودو جميل جدذا في العلن، لكن المشكل يكمن في القرارات التي يتخذها على انفراد.”
وقال إيف-فرانسوا بلانشيه، زعيم الكتلة الكيبيكية، إن “هناك مليارات الدولارات لشراء خطوط الأنابيب، وليس هناك أموال لتوفير المياه النظيفة لمجتمعات السكان الأصليين.”
السياسة الخارجية والهجرة
سارع أندرو شير إلى القول إنه مستعد للعمل مع رئيس وزراء كيبيك لمنحه مزيدًا من الحكم الذاتي في مجال الهجرة.
ومن جانبه، يعتقد جوستان ترودو أن حكومة فرانسوا لوغو لها الحق في فرض اختبار للقيم على القادمين الجدد للحصول على شهادة اختيار كيبيك. وخلال مناظرة الزعماء الأخيرة ، أشار إلى أنه لا يمانع في منح كيبيك المزيد من الصلاحيات في مسائل الهجرة.
وحينما طُلب من الزعماء توضيح ما إذا كانوا سيقبلون طلب حكومة كيبيك في إجراء امتحات للقيم لطالبي الهجرة، أجاب جوستان ترودو :”من الصواب والمناسب تمامًا أن تفرض حكومة كيبيك اختبارًا على طالبي شهادة الاختيار.”
“لا علاقة لعملية الإختيار بالجنسية الكندية. إنها عملية تخصّ حكومة كيبيك.”، جوستان ترودو
الهوية والمناقبية و الحكم
وكان على زعماء الأحزاب توضيح مواقفهم من قانون علمانية الدولة في كيبيك والذي يحظر الرموز الدينية على بعض موظفي الدولة.
ففي المناظرة الأخيرة، لم يكن زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ واضحًا ما إذا كان سيتدخل أمام المحكمة العليا للطعن في هذا القانون.
جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد : “أنا لا أريد التدخل. ما أريد القيام به هو أن أقف ضدّ الانقسام. من الواضح أنني أعارض التمييز. وأعتقد أن الكثير من الناس يواجهون هذا التمييز في حياتهم. إنه أمر غير مقبول تمامًا ”. وكرّر جوستان ترودو موقفه وقال إنه لا يغلق الباب أمام طعن ممكن.
وعندما سئل إيف فرانسوا بلانشيه، زعيم الكتلة الكيبيكية، ما إذا كان الطعن الذي يواجه قانون العلمانية سيثير عودة المشاعر الانفصالية في في كيبيك ، قال إنه ليس متأكّدا من ذلك.
إيف فرانسوا بلانشيه، زعيم الكتلة الكيبيكية : “من المؤكّد أنه في حالة إلغاء القانون من طرف المحكمة العليا، سيظنّ الكثيرون أهم هُمّشوا. لكن يجب ألاّ ننسى أن حكومة كيبيك ليست انفصالية. “
وفي مجال في السياسة الخارجية، أوضح ماكسيم بيرنييه وجاغميت سينغ أن إحدى أولويات سياستهما الخارجية هي إطلاق سراح الكنديين المحتجزين في الصين منذ ديسمبركانون الأول الماضي.
وقال برنييه : ” إذا لم يكن لدينا الإجابة التي نريدها، لإعادة هؤلاء الكنديين إلى الوطن بأسرع وقت ممكن ، فسوف يتعين علينا فرض رسوم جمركية على الصين.”
وقال أندرو شير إنه “لم يُفاجأ بأن الصين لا تحترم جوستان ترودو”.