د. أمل زكى
تلعبُ بعض المواد الغذائيةِ دوراً هامَّاً على الحالة النفسية والمزاجية ، نظراً للارتباط الوثيق بينهما ذلك لأن أعضاء الجسم تتأثر تأثّراً مباشراً بالغذاء كما أن هناك علاقة مباشرة بين الطعام و بعض الأمراض النفسية وقد خلصت دراسة أجراها مركز (مراقبة الأمراض والوقاية ) الى أن نوعية الطعام الذي يأكله الفرد تسهم إلى حد كبير في تحديد الحالة المزاجيه حيث وجد أن تناول المواد الدهنية ليلا قد يؤدي إلى نوم مضطرب وبالتالى حالة مزاجية سيئة ويمكن تفسير ذلك إلى أن المواد الدهنية تقلل من الإستفادة من مادة السيروتونين وهو الهرمون المسئول عن الشعور بصفاء المزاج.
عندما يشعر الإنسان بإحباط أو ضيق وشد عصبي يكون حدث انخفاض لنسبة مواد معينة بالمخ مثل مادة إسمها السيروتينين وخاصة للناس الشديدة الحساسية. أكثر ما تكون هذه الظاهرة واضحة في الصباح حيث تنخفض السكريات في الجسم طبقا للساعة البيولوجية فتناول قطعه صغيرة من الشكولاته يتغلب على الإحساس بالضيق و الملل إذ تعمل السكريات الموجودة بها على تعديل المزاج و تعطي إحساس و شعور بالسعادة.
الأطفال الذين لديهم مشكلة في السلوك مثل الأطفال العدوانيين والأطفال الانفعاليين، فإذا تم تغيير النمط الغذائي لهؤلاء الأطفال من الأطعمة الضارة والحلويات إلى الفواكه والخضروات الطازجة فيؤثر ذلك في سلوك الأطفال ويحولهم من أطفال مشاغبين إلى أطفال هادئين ولديهم استجابة للاستماع للكبار.
تناول الحبوب الكاملة والفواكه يساعد في علاج الاضطرابات النفسية التي تحدث للمرأة قبل الدورة الشهرية، لاحتوائهاعلى الكربوهيدرات لامداد الجسم بالطاقة ومادة التربتوفان التى تعزز هرمون السيروتونين والإندورفين وهو مثل المورفين ينتج طبيعيا بالجسم والذي يخفف الأعراض التي تصاحب ما قبل الدورة الشهرية للمرأة من اكتئاب وقلق وغيرها من الاضطرابات
ضعف الذاكرة السبب الرئيسى لضعف الذاكرة وكثرة النسيان يكمن في سوء التغذية فضعيف الذاكرة يحتاج إلى: مادة الزنك وفيتامين ب12 والبوتاسيوم والبورون والسيلينيوم ومواد أخرى مهمة لخلايا الذاكرة كفيتامين (هـ E ) وهو موجود بالزيوت وبالأخص زيت الزيتون وفيتامين (ج c ) وهو موجود بالحمضيات والطماطم و الجوافة و الكيوي و الفلفل بأشكاله ، ومضادات الأكسدة تحافظ على خلايا الذاكرة من التلف، كذلك فإن تناول فيتامينات (ب6) و(ب12) وعناصر (الزنك، الحديد و الفوليك أسيد) يضاعف من قدرة التذكر أربعة أضعاف القدرة العادية، و توجد سبعة فيتامينات مهمة خصوصا للمخ وهي فيتامينات ب المركب وهي ب1 وب2 وب3 وب5 وب6 والبيوتين، بالإضافة إلى فيتامين ج، وكلها ضرورية لتحويل الكربوهيدرات إلى طاقة دماغية، من أجل إنتاج الناقلات العصبية، وهذا مايحتاجه الدماغ ليقوم بوظائفه بصفة خاصة ونقص أحماض أوميجا 3 له دور أساسي في ضعف الذاكرة بشكل عام ، وتتوفر هذه الأحماض بشكل مكثف في الأسماك البحرية والجوز والبيض والفاصوليا.
وبشكل عام فإن الغذاء السليم والمتنوع له دور أساسي في الحفاظ على توازن الجسم بما في ذلك العقل.
وهناك مقولة شهيرة تشجع على التداوي بالغذاء المتوازن وهي : (ليكن غذاؤك دواؤك)
فمع ايقاع الحياة العصرية وانتشار الوجبات السريعة والإبتعاد عن الغذاء المتوازن بدأت أعراض التدهور الصحية والعقلية في الانتشار