بقلم: ريتا حبيب قازان
قطعتَ حبالَ الحرمان، تبحثُ عني .. لؤلؤ فريد ..
قدرٌ وَلَدَكَ تحتَ سماءٍ غبراء، حيث تقع النّجوم حافية،
وسطَ الجموعِ .. وحيد ..
اعترفْتَ بحبٍّ دفينٍ، لم تخجلْ ببَوحه،
وبأرقِّ المعاني وصفته، ويا لروعةِ التَّعابير ..
شاهِرٌ سيفَ حبِّكَ ولا بدَّ لسيفٍ من نَطَعٍ، يستميل ..
وَعَدتَ أن تحبَّني بصمت، تهمس فوق شفاهي رقيقَ الكلام،
كما المحار يبوحُ للحصى، باللّمسِ الرّهيف ..
وعدتني، ألا تتخطَّى الجسورَ المائلة، وتخطّيت،
خلطت الحابل بالنابلِ، وأضعتَ السَّبيل ..
وعدتني ألّا تلمسني، قد حالفتكَ الأعذارُ وبالوعدِ خلفت ..
بالواقع تشتاقني، وفي أحلامِكَ تمارسُ حقَّ الاشتياق،
تغمرني غلغلةَ طفلٍ في حضنِ أمّه، ويا لحلاوة الاحتضان ..
تجالس روحي، ومثل حقول القمح في المساء .. تسكنني ..
تبعثرني أبجديَّةً في قصائدِك، وفي الهواء،
من ثمَّ تلملمني وتعيد جمعي .. تسجنني وتحرّرني على هواك..
تتمنَّى، لو أنِّي القلمُ بين أصابعك .. ألعب،
ولكنّك استبيتَ قلمي ووقعت في الهوان ..
تتمنّى أن تتجاهلك عيناي، فتغرق في غيثي،
تحتالُ على أناملي، تقبِّلُها .. وتقبِّلُها، حتّى الذوبان ..
وعدتني ألا تكلِّمني، وإذ بك تهاتفني في اليوم آلاف المرّات ..
وتقولُ أحبُّكِ وأهواكِ وأعشقكِ .. آلاف المرَّات ..
من نافذةِ الغيابِ جئتُك، أزيِّن أبياتَ شِعرِك حتّى النّواة ..
أفتّش في قاموسك، أنبش خفايا المفردات،
يحوي حكاية عشقٍ على مدى الأزمان، وترجمة الأريج في حدائق الأقدار ..
فلا تملّ، من واقعٍ يعتريك ودعك في حاضري .. من الحرمان ..
كأسُ العمرِ يضحك دون حياء ..
والأحلام نطاردها، فتدمينا سكارى من ظلم الأيام ..
إن سال دَمعُك، فدعه يسيل .. في البكاءِ راحةٌ واستسلام ..