بقلم: عادل عطية
حُكم على رجل بالإعدام!
لكنه أقنع الحاكم بوقف التنفيذ، شرط أن يُعلّم حصانه الطيران خلال سنة، يُعدم في نهايتها إذا أخفق!
وأخبر الرجل خاصّته: “خلال سنة: قد يموت الحاكم، وقد أموت أنا، وقد يموت الحصان. ومن يدري؟، فقد يتعلّم الحصان الطيران”!
ما ان قرأت هذه القصة؛ حتى صرخت: “وجدتها! وجدتها!”…!
كما فعلها العالم اليوناني “أرخميدس” أو “أرشميدس” ـ كما يطيب لك ـ، وطبعاً دون أن أركض عارياً مثله، في شوارع المدينة!
ففي كل يوم، وعند خروجي من باب المنزل، تعطيني زوجتي قائمة من الطلبات، بعض هذه الطلبات لا تتحقق إلا إذا كنت تملك حساباً جارياً كالنهر!
في البداية، لم أكن أملك الحكمة الكافية، في التعامل مع هذا الملف ـ ملف الطلبات المنزلية ـ، فكنت أرفض مباشرة، فأجعل زوجتي تصل إلى حافة الانزعاج والغيظ، وأن تندب حظها في جملها البارك دوماً في الخط.. ثم يأتي الخصام بيننا ـ وكأنه ما صدق ـ، حيث تطول اقامته أو تقصر، حسب
الغزالة، فإما تطلع وتنوّر قلبينا، وإما تبقى خلف الغيوم القاتمة، فنعاني ـ نحن الأثنان ـ من التخبط في الضباب، والألم!
فوجدت أن فلسفة “الحصان الطائر”، خير وسيلة لإدارة تعاملي مع زوجتي!
فعندما تطلب مني شيء ما لا أستطيع توفيره في المنظور القريب، استأذنها في تحقيق ذلك الأمر خلال الأسبوع القادم، وإذا جاء القادم، فهناك قادم آخر بعده، متكئاً على أن التحدي يُغضب، بينما عبارات التسويف الرقيقة المغلفة بالأمل، تزيد من عنفوان الصبر، والاحتمال، والانتظار!
وعندما سُئلت: وماذا ستفعل في نهاية المطاف؟
لم أستطع أن أقتبس إجابة “متعهد الحصان”، حرفياً.. لكني قلت لهم:
إن مخاطبة الزوجة، وخصوصاً زوجتي، ليست أصعب من استعمال العودين الصينيين للأكل، أو عقد ربطة العنق.. فالصعب يبدو بسيطاً، عندما تعرف كيف تؤديه!
المهم، ان أردت أن تعيش؛ فعليك أن تبتكر باستمرار! …