بقلم: فريد زمكحل
إسقاط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سينا بهذا الشكل الدراماتيكي لم يكن من قبيل الصدفة لا من حيث التوقيف ولا من حيث الأسلوب ودقة اختيار المكان، وهو الحجر الذي أراد به أصحاب المصلحة تحقيق أكثر من هدف أو بالتعبير الأدق إسقاط ما يمكن اسقاطه من الأهداف التآمرية المخطط لها جيداً للنيل من مصر ومن روسيا لتحقيق بعض المصالح السياسية في بعض دول المنطقة التي من بينها مصر وسوريا بصفة خاصة جناحي الممانعة الحقيقية ضد استكمال مشروع تفتيت المنطقة بكاملها.
وقد يتساءل البعض عما أقصده بالتحديد؟ ولهم في ذلك كل الحق، خاصة والفهم السياسي لهذه العملية قد يكون مقصوراً على مفهوم الإضرار بمصر مع الانتقام من روسيا في نفس الوقت نتيجة مساندتها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والحقيقة أنها تذهب إلى ابعد من ذلك بكثير لو عرفنا أنها كانت تهدف لتحقيق التالي:
1- ضرب السياحة المصرية وتشديد الخناق الاقتصادي غير المعلن صراحة من الغرب على مصر وتحديداً على نظامه القائم برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعميق حدة الفقر عند الطبقات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة، ما قد يدفع هذه الطبقات للقيام بثورة جديدة تطيح بالنظام الحاكم للبلاد وبالنظام العام للدولة لخلق ما يسمى بمستنقع الفوضى التي تقود مصر وأهلها لصراعات تنتهي بتقسيم مصر، العقبة الأولى والمهمة لإحياء مشروع تقسيم المنطقة بكاملها.
2- خلق فجوة عميقة بين الشعب الروسي وبين قيادته المتمثلة بالرئيس بوتين للضغط عليه لسحب قواته المساندة للنظام السوري على اعتبار أن اسقاط الطائرة الروسية نتاج تدخله بجانب الجيش السوري ضد عصابات داعش وأخواتها خاصة بعد إعلان داعش مسئوليتها المباشرة عن الحادث، والذي قد يصل بالشعب الروسي بالإطاحة برئيسه.
3- خلق نوع من التباعد بين القيادتين المصرية والروسية خاصة بعد ازدهار هذه العلاقة على حساب تراجع العلاقات المصرية الأمريكية.
4- ضرب السياحة في مصر وكل فرص الاستثمار المستقبلي على اراضيها ما يدفعها للتسليم للغرب والإرادة الغربية في استقطاع شبه جزيرة سيناء بكل ما فيها من خيرات لإقامة مشروع الخلافة أو دولة الخلافة الاسلامية بجانب الدولة الفلسطينية على حساب التنازل الطوعي للفلسطينيين عن غزة والضفة لصالح دولة إسرائيل.
والسؤال المهم والأهم هو التالي:
لماذا تستهدف داعش الطائرات الروسية دون الطائرات الامريكية والبريطانية على الرغم من قيام كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بضرب قوات الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق؟
والسبب في ذلك يرجع في تقديري لمعرفة داعش منّ عدوها الحقيقي ومنّ يريد القضاء عليها ويقول ويفعل ما يقول، وبين الذين يساندونها ويسلحونها ويعلنون ويقولون عكس الذي يعلنونه ويصرحون به ، وهو الفرق الحقيقي بين الروس وبين الدولتين.
وهنا لابد من القول أن من أعلن عن احتمالية انفجار قنبلة على متن الطائرة الروسية بهذه السرعة غير المسبوقة حتى قبل انتهاء التحقيقات الأمنية في هذا الشأن هو الفاعل الحقيقي سواء بيده أو بيد أحد عملاءه هنا أو هناك في روسيا أو في مصر، وهو أمر سهل ووارد جداً حدوثه وإذا عرف السبب بطل العجب!




























