بقلم/ أسماء أبو بكر
ماذا عن مستقبل إسرائيل إذا اعترف بها حكام العرب!؟ وماذا عن مستقبلنا نحن العرب وحلمنا الذي ضاع بين مؤامرات واتفاقيات الصهاينة ؟!
متى نستفيق ؟!إسرائيل خططت وقررت ونحن نفذنا بكل غباء ؛بلا أي مقدمات أو ثرثرة كثيرة، وبكل صراحة ووضوح؛ وسط كل ما تمر به المنطقة العربية حاليًا من مؤامرات وخيانات؛ بل براكين مدمرة تحرق الأخضر منها واليابس، نرى على الضفة المواجهة الكيان الصهيوني يبث الفتنة والفساد وقوى الشر والإرهاب بين مسلمي ومسيحيي العالم كله، لذا أقولها وبكل جرأة «اللعنة على كل من يسالمهم ويصاحبهم» فهم من قتلوا وذبحوا وحرقوا أولادنا وأخواتنا ويتموا أطفالنا ورملوا نسائنا وجعلوا الأمهات ثكالى على أولادهم، هم من تسببوا في تدمير وخراب كل دول العالم، أما حماس وداعش والجماعات الإرهابية المتأسلمة، فهم الخنجر الذي يستخدمه الكيان الصهيوني لتنفيذ كل عملياته الإجرامية هنا وهناك، فوضي خلاقة في الداخل والخارج ليصلوا الى أهدافهم الإرهابية بالتجسس فماذا يريدون؟!.. إنهم دمروا بأفعالهم كل عذر لهم.
ألا تخجلوا يا حكام ويا زعماء العرب من أنفسكم وأنتم تدعون اليوم إلى التطبيع والمستحيل مع العدو الصهيوني؟!.. تصريحاتكم مثيرة للغثيان، يا ليتهم يصمتون! ،فقد جفت مشاعرهم الوطنية والقومية وانكفئوا على الكيان الصهيوني بلا حياء أو خجل، ألا يعلمون أن» ظفر» المقاوم الفلسطيني أشرف منهم أجمعين، ألا يعلمون أن الله قادر على إيقاف كل ذلك، ولكن فليطبع من أراد، إنما هي حكمة الله لإظهار أصحاب القلوب المريضة التي تخدعنا بخطاباتها الزائفة، ألا يعلمون أن فلسطين وعد الله، ولن يخلف الله وعده، قالها ‘نزار قباني عنهم : «لم يدخل اليهود من حدودنا، وإنما تسربوا كالنمل من عيوبنا»، أقولها وبكل وضوح ستفاجئ العرب ذات يوم أننا قد أوصلنا أبناء إسرائيل إلى حكم بلادهم بأنفسنا «
أرادو ففعلوا، خططوا فدبروا، ماذا نحن فاعلون؟!.. لنا الله ، العرب أصابهم من التفتت والتقزم والتناحر والفتن ما لم يصب غيرهم، حتى ظن معظمهم أنه لم يعد هناك من مخرج في نظر الكثير من زعماء ورؤساء الدول العربية غير التطبيع والاعتراف بدولة إسرائيل، هذا ما كانت تحلم به إسرائيل، وقد تحقّق لها فى الفترة الحالية حتى صارت معظم الدول العربية وبالأخص السعودية ودول الخليج تسعى سعيًا حثيثًا وتمد خطاها لإقامة العلاقات مع الكيان الصهيونى، وتفتح الباب على مصراعيه لهم، منجرة دون وعي، غير مدركة للعواقب والمخاطر، ومنصاعة تحت القوة والضغط الصهيوني، ونفاجئ جميعاً بأن التطبيع والاعتراف بدولة إسرائيل يفرض فرضًا قهريًا على كل زعماء وحكام العرب بل وعلينا كشعوب عربية، فالويل كل الويل لهم ولمن يخالف ويعصي سيدة العالم، ومن يفعل ذلك لا يلومن إلا نفسه، ومن يريد البقاء والخلود على كرسي الحكم ما عليه سوى حس الخطى والإسراع بالتطبيع معاها والاعتراف بها، فإنها -دولة الكيان الصهيوني-لن تكون إلا بذلك؛ وهذا هو الأهم، أننا نريد لإسرائيل ألا تكون، وتنتكس رايتها، وتسقط وينتصر الحق على الباطل، حتى ولو بعد حين..
في الحقيقة كان لليهود استراتيجية دبلوماسية غامضة للوصول إلى التطبيع،ففي السنين الماضية احتلت أجزاء من بلاد العرب وغيرها، فتحتاج إلى وقت لهضمها ،وفي نفس الوقت يخططون لإلتهام أجزاء أخرى من البلاد فقد أصبح من المعتاد أن تبدأ اتصالاتها السرية بين المندوبين والوسطاء ثم تنتقل إلى المسؤولين فالزعماء للترتيب لإعلان بداية المفاوضات العلنية للتضليل وكان ذلك بالتفاوض مع إسرائيل للسلام والتي اصرت علي التطبيع حتي تتم عمليه السلام مع مصر وبالتالي كانت اتفاقيه كامب ديفيد بدايه التطبيع وهي قد انتهت سرا قبل الإعلان، وما كشفه موشي ديان في كتابه «أيبقي السيف الحكم»وكشفته العديد من الكتب والمذكرات لزعماء اليهود من حقائق كثيرة ؛لهو دليل واضح على كل ذلك. والأهم من كل هذا أن تكوين رابطة الشرق الوسطية التي تربط بين دول المنطقة أجمع باسم الشرق الأوسط وتنفيذ الانتماء للسلام أو العروبة وهذا مشروع اليهودي»شيمون بيرز» فقد ذكر فيه بأن الشرق الأوسط بحاجة إلى تبني مواقف؛ ليندمج مع العالم الجديد ونصح العرب بتطبيق سياسة اقتصاد السوق علما بأن الكيان الصهيوني السوق الذي ينادي به بريز هو الطريق اليسير لسيطرة الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية ورؤوس الأموال الأمريكية على الاقتصاديات العربية ثم استنسخ هذا الطرح مع بعض الإضافات والتعديلات في المشروع الأمريكي وبدأت بعدها اللقاءات السرية التي كانت بدايات التطبيع وتمثلت في التواصل السياسي الذي كان يتحرك عبر الاتصالات السرية بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني بين المغرب والكيان الصهيوني وبين الأردن وبعضها قبل حرب 1967 وما كشفه كتاب تواطؤ عبر الأردن بيان المقصود حيث فيه توثيق للعلاقات السرية التي كانت قائمة بين الكيان الصهيوني والأردن وبعض الدول العربية..
لقد سقطت كل الأقنعة الزائفة وظهرت الحقائق والأسرار وانكشفت عورات كل الأنظمة والحكام ،وها هم تسابقوا إلى حضن أحفاد سايكس بيكو وبلفور علنا بعد أن اخفوه سنينا طويلة ،إلا أنه ورغم سقوط الأقنعة وانتهاء المسرحية وانفضاح كل تفاصيل الخديعة الكبير،إلا أن غباء الشعوب العربية لا زال هو سيد الموقف ، بدليل التسحيج والولاء والطاعة والتقديس لحكام وولاة الأمر الذين يأمرونهم فيطيعوهم بكل أسف ..
أعتقد اننا أصبحنا أشبه بالضحية بين مؤامراتهم واتفاقيتهم ،فلذلك نحن في أمس الحاجة إلى تكاتف وجهود واتفاق كل حكام ورؤساء العرب بلا استثناء وإعادة النظر في هذا المشروع؛ لأنه بعيد كل البعد عن المنطقة العربية دخيلا عليها ؛ فلا يمكن التعايش مع هذا الكيان الصهيوني ككيان استعمار استيطاني، وكأكبر غيتو يهودي عنصري وإرهابي في قلب المنطقة العربية، أقولها لكم : حتى وإن وقعنا في الذل فإن الحرية هي غايتنا دائما وأبدا ، وستنتصر إرادة الأمة على هذا الكيان الصهيوني وإن غدا لناظره قريب.