بقلم: هيثم السباعي
٢. چون (چي) إدغار هوڤر (تتمه): نستكمل اليوم حديثنا عن مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي وعلاقته بآل كينيدي وأسباب كرهه الشديد لهم، وإمكانية علاقته باغتيال الرئيس.
لم يكن عداؤه وكرهه الشديد لچون كينيدي وآل كينيدي وليد الساعه. وإنما يعود كرهه لتلك العائلة إلى زمن بعيد لعدة أسباب، أهمها: السبب الأول هو كون عائلة كينيدي تعتنق الكاثوليكية وچون كينيدي لم يأت قبله ولا بعده رئيساً للولايات المتحده يعتنق الكاثوليكيه وهو -هوڤر- البروتستانتي المتعصب.
يتعلق السبب الثاني بمغامرات الرئيس الغرامية. إذ من المعروف أن الرئيس كينيدي كان زير نساء وعلاقاته النسائية لم تتوقف قبل زواجه ولا بعده. والغريب أنه كان دائماً تحت مراقبة چي إدغار هوڤر منذ دخوله الحقل السياسي في أربعينيات القرن الماضي حتى ساعة اغتياله. وكان هوڤر يتلقى تقارير عنه حول هذه العلاقات، خاصة علاقته بالممثلة الشهيرة مارلين مونرو. وقد واجه هوڤر الرئيس بهذه العلاقة وطلب منه التوقف عنها بوجود شقيقه روبرت (بوب) وزير العدل، الرئيس المباشر لهوڤر، وكما بين المخرج أوليڤر ستون في فيلمه ‘چي إف كي’. يذكر أن بوب نفسه كان على علاقة بمونرو أيضاً التي وجدت جثة هامده في منزلها عام ١٩٦٢ (عمرها في حينه ٣٦ عاماً) نتيجة جرعة زائدة من المخدرات التي يشك بأن عملاء هوڤر وراءها.
من أوائل النساء اللاتي عرفهن الرئيس كينيدي: الصحفية الدانماركية إنغا أرڤاد (في الأربعينيات)، الممثلتان چين تييرني ومارلين مونرو، غولينا ڤون پوست، چوديث كامپيل، ماري پينشومت مائير، مارلين ديميتريو، ميمي ألفورد وأخيراً پاميلا تورينو، سكرتيرة زوجته الصحفية.
أما السبب الثالث وأعتقد أنه الأهم هو إيمانه بأن هذه العائلة فاسدة خاصة وأن جوزيف كينيدي، والد الرئيس، تمكن من كسب ملايينه من مضارباته ببورصة لندن من خلال استغلال منصبه عندما كان سفير بلاده إلى بلاط صاحب الجلالة إبان الحرب العالمية الثانية ومنحه لدى عودته إلى بلاده مليون دولار لكل ولد من أولاده ليبدأوا حياتهم العملية.
فوق كل هذا، كان لي هارڤي أوزوالد بحماية عملاء هـوڤر عندما قتله چاك روبي (روبينشتاين) أثناء خروجهم من سجن الولاية لنقله إلى سجن فيديرالي دون حماية فعلية ودون أن يحاول أي من ضابطي “الإف بي آي” حمايته وكانت تمثيليه فاشلة لم يتمكن جاك روبي من فضحها رغم محاولاته التي سنأتي على ذكرها فيما بعد.
لو فرضنا جدلاً عدم اشتراك هوڤر بالإغتيال فإنه ساهم على الأقل بالتخلص من “المتهم الرئيسي” بالإغتيال قبل أن يتم التحقيق معه، وهذه مساهمة فعالة في إخفاء معالم الجريمة. ثم إن الوقائع على الأرض تثبت ذلك كما يدل دور چاك روبي الذي سنتطرق له بعد قليل والذي تمكن من دخول قبو المبنى الرئيسي لشرطة دالاس حيث سجن المدينه الرئيسي الذي سينقل منه أوزوالد إلى سجن الولاية الذي يشرف عليه مكتب التحقيقات الفيديرالي وفي الوقت المحدد للنقل وإطلاق رصاصة واحده في بطنه من مسدس ‘كولت ٣٨’ كانت كافية للقضاء عليه.
كشفت الوثائق الجديدة التي وافق الرئيس ترامب على نشرها مؤخراً أن مكتب التحقيقات الفيديرالي مرر بعد اغتيال الرئيس معلومة تَدَّعي أن قاتل الرئيس كينيدي هو شرطي يدعى ‘چي دي تيپيت’ الذي قتله لي هارڤي أوزوالد بعد وقوع الإغتيال بحوالي ٤٥ دقيقة.
معلومة أخرى مهمة تطرح سؤالاً جديداً، هل كان لي هارڤي أوزوالد وجاك روپي على معرفة مسبقة ببعضهما البعض؟ وإذا كانت الإجابه بنعم، فما هو كنه هذه العلاقة؟ وماهي أسبابها؟ وماهو تاريخها؟؟
أكد مدير مطار فلوريدا الغربي أن لي هارڤي أوزوالد وچاك روبي يعرفان بعضهما البعض والتقيا في المطار المذكور عشية سفر لي هارڤي أوزوالد إلى كوبا وسمعهما يتكلمان بالألغاز حول “الطير الكبير” وأمور أخرى ولكنه غير متأكد فيما إذا سافرچاك روبي معه إلى كوبا أم لا!!!
سننتقل في العدد القادم للحديث عن بقية الجهات المتورطة بالإغتيال و/أو المستفيدة منها. إلى ذلك التاريخ، أتمنى للجميع أوقاتاً سعيدة.