بقلم: كلودين كرمة
إلى متى يظل الإنسان ينتظر الأفضل…هل الإنسان لا يرضى ابدا بأى حال…أو أنه مازال يبحث عن الحق والفضيلة والأخلاق والعلم والحب…أم أن كل هذه الأشياء لم تصل إلى المستوى المطلوب…؟
نحن نعيش في أن الإنسان دائما يتطلع إلى بناء كل ماهو جديد ومفيد و بنَّاء ومبهج للنفس والعين معا… ويسعى إلى الأفضل أملا فى تحقيق حياة ناجحة و مثمرة تعود عليه بالخير والرخاء والسعادة.
ولكن كيف يتسنى لكل فرد ومازال فى عالمنا الجوع والفقر والمرض والجهل والظلم وعدم تكافؤ الفرص وهذا من شأنه أن يحبط الآمال و يذل النفوس ويقمع الإرادة و يهد العزم ويقف عقبة فى طريق النجاح..
ان كل هذه المعوقات كفيلة بأن تلقى بأعماق الإنسان فى بئر مظلم يحيط به اليأس من كل جهة..ويكون عليه أن يحارب فى ميدانين فى آن واحد . فعليه أن يواجه قساوة الأيام و ضراوة الحياة من جهة ، ومن جهة أخرى عليه ان يحارب الإحباطات النفسية المتلاحقة والأفكار المتضاربة من جهة أخرى…وهذا ما يطلق عليه الصراعات النفسية المريرة التى تشتت التفكير ويعجز الإنسان حينها عن اتخاذ القرارات الصائبة..
وقل عندى كيف لهذا الوجدان المثقل بالهموم أن يشعر بالسعادة والتفاؤل…؟ كيف له أن يمضى قدما لتحقيق الطموحات و النجاحات..؟ اننا لم نخلق لنعيش الإحباط و ونتجرع الأم .. ولكن الله تعالى خلقنا لنجدد وجه الأرض ولنخلق معنى جديد للحياة و لنلون الايام ونتقاسم المستقبل المشرق ولنعين المغلوبين على أمرهم على تحقيق ذواتهم ..وهذا ليس فضل منا بل هذا واجب علينا… لأن الصورة لا يمكنها أن تكتمل دون الآخر فكلنا خلقنا لنعيش ونحقق الأهداف فلنكمل بعضنا بعضا حتى يتسنى لنا الاستمتاع بالحياة ونسمو وليعلو صوت الحق والعدل والرحمة..
ولكن يجب أن نفهم اولا ما هى كينونة الإنسان… الإنسان كما يريده خالقه…بالطبع انه تعالى يريده كائن مستقل … ذو عقل مستنير ، محب للخير والعطاء ، يتوق للاكتشاف. والبحث عن المعرفة ويغوص فى أعماق جديدة ليكشف أسرار الكون و قوانينه حتى يستغله لخير البشرية و للتقدم العلمى والتكنولوجي الذى يساهم فى التطوير ويساعد على الإبداع..وتكون هذه هى الطريقة المثلى لتقديم الشكر لله والسجود له وتسبيحه والاعتراف بفضله..
فلنستبعد إذا الأفكار المظلمة وأعمال الشيطان من قتل وفتك وتدمير و الاستغلال والاستنكار والتحزب والاضطهاد والحروب… فيكفينا ما نعانيه من جفاف وفياضانات واجبة وغيرها من الكوارث الطبيعية..فلا نزيد الهموم ولا نكون سبب مباشر فى عذاب العباد والعياذ بالله.
فالابداع لا يكون له محل والنجاح لا تتوافر له الفرص الا فى ظل مجتمع مستنير ومتحضر يسعى نحو المستقبل بقدم ثابته وضمير واع تحيط به كل العوامل المؤدية للنبوغ فيكون شغل الإنسان الشاغل هو تحقيق المزيد من الطموحات و الاكتشافات فى كل المجالات فيعود بالخير ليس عليه و على مجتمعه ليستفيد عالمنا ويبدأ الآخر من حيث انتهينا فنزيد العلم علما و الفن ثراءً ويضيف للأدب افكارا.
فلنتمسك بمبادئنا ولنسعى لتحقيق الغاية ولنطيل التأمل فيما حولنا ولنحيا في سلام حتى نسعد بالحياة ونضيف لها جمالا وقيما حتى نستحق أن نحيا اسيادا ..