بقلم: يوسف زمكخل
كل يوم تشرق الشمس في سماء مصر تولد فيها مشكلة وكأن مصر لا تكفيها كل المشاكل التي تواجهها من إرهاب وقتل لضباط وجنود الجيش والشرطة وأزمة الدولار وغيرها من الأزمات إلى أن جاءت إلينا مشكلة نقابة الصحفيين فطفت على السطح وأخذت حجماً أكبر من حجمها فالمشكلة بدأت بإصدار أمر من النيابة العامة بالقبض على الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا فذهبت النيابة إلى النقابة لتلقي القبض عليهما حيث إنهما قاما بالاختباء أو الاعتصام داخلها وبدأت الأحداث تتلاحق فأقام نقيب الصحفيين يحيي قلاش الدنيا ولم يقعدها بتصريحات أساءت أول ما اساءت للصحفيين تصريحات أقحمت الرئيس السيسي في المشكلة وطالبته بالاعتذار رغم أن السيسي ليس طرفاً في الأزمة وإنما الطرف الأساسي هو اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية وأتهم نقيب الصحفيين الداخلية باقتحام النقابة وكلمة اقتحام تعني استخدام القوة إما على الأشخاص أو كسر الأبواب والدخول بالقوة مما يمكن أن يسبب خسائر أو إصابات بشرية أو على الأقل خسائر مادية وكل هذا لم يحدث والغرض منه كان التضليل والتهويل للرأي العام والحقيقة أن يحيي قلاش كان لازماً أن يعالج الأزمة بشئ من الحكمة فيدعو مثلاً لحوار مع الداخلية ولكنه رفض كل الدعاوي التي صدرت من مجلس الوزراء وغيره لاحتواء هذه الأزمة ولكنه آثر أن يتمادى ويملئ الدنيا ضجيجاً . ونقابة الصحفيين عملها الأول هو حل كل مشاكل الصحفيين وتيسير أمورهم العملية والمعيشية لا أن تأوي صحفيان متهمان في قضايا نشر أخبار كاذبة تكدر الأمن العام والدعوة إلى التظاهر في 25 أبريل الماضي . والحقيقة أن هذه الأزمة هي الأولى من نوعها في تاريخ نقابة الصحفيين التي أنشئت منذ 75 عاماً وأنا كصحفي أو كمواطن عادي كنت سأكون داعماً للنقابة ونقيبها لو أن الموضوع يخص حرية النشر والرأي والتعبير . لقد كانت صدمتنا كبيرة ونحن نرى عبر وسائل الإعلام أحد أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية وهو ينقل من داخل النقابة عبر الهاتف ما يدور داخل النقابة من اجتماع إلى قناة الجزيرة التي لها موقف عداء واضح مع مصر ورئيسها وشعبها بل مع دول عربية أخرى مثل سوريا والعراق وليبيا ولم أصدق أن نقابة الصحفيين التي يجب أن تكون منارة للفكر والثقافة والإبداع أصبحت مسرحاً لأعضاء جماعة الإخوان و6 أبريل وغيرهم ممن يضمرون العداء لمصر ولشعبها ولرئيسها أما الطامة الكبرى كانت عندما أحتفل النقيب بعيد ميلاده داخل النقابة في وقت كانت مصر فيه حزينة بعد مقتل ضابط و7 جنود من الشرطة في عملية غادرة بمنطقة حلوان ولا أدري أين ذهب الحس الإنساني لسيادة النقيب ؟ يجب على يحيي قلاش الاستقالة فوراً من منصبه لأنه فقد أهم ما يميز الصحفي وهو أن يكون صاحب ضمير يبحث عن الحقيقة لا أن يزيفها ويعمل من أجل بلده وسلاحه في هذا هو قلمه وأنا أدعو لإجراء انتخابات جديدة لرئاسة النقابة حتى تعود لدورها الأساسي وننزع من ثوبها الأبيض الناصع نقطة سوداء ربما تُنسى على مر الزمن أو تبقي عالقة للأسف في تاريخ النقابة .