بقلم: رفاه السعد
نجح مسعود بارزاني في لعبة الاستفتاء وحصل على دعم شعبي كردي كبير كاد أن يفقده بعد خلافات داخلية وازمات مالية ومطالب سياسية وانتخابات تراوح مكانها منذ مدة …لكن هذا النجاح لم يكتمل بعد وهناك صعوبات عدة ستقف حائلا في طريق الانفصال..فلم يتوقع بارزاني الدعم الدولي والعربي الذي حظيت به حكومة بغداد برئاسة حيدر العبادي ولم يتوقع العقوبات التي فرضتها بغداد..فهو اعتمد على دعم إسرائيلي يبدو أنه لم يعد عليه بفائدة..
ولم يستطع برزاني تجاهل التحالف الاخير بين بغداد وايران وتركيا خاصة مع التصريحات النارية لرجب طيب اردوغان ومن المؤكد أن برزاني لا يستطيع تجاهل كل هذا وعليه التعامل بواقعية ليس مع بغداد فحسب بل مع الجارتين ايران وتركيا وحدودهما التي تدر الاموال على كردستان!!!
وعلى الرغم من وفاة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني والتي توقع اغلب السياسيين أنها ستذيب الجليد بين بغداد وأربيل لكن ماحدث في تشييع طالباني زاد غضب الكثير من السياسيين العراقيين مشيراً إلى أن ماحدث كان بتخطيط من بارزاني…فجنازة طالباني لفت بعلم كردستان رغم أنه كان رئيسا للعراق وليس للاقليم!! النشيد الوطني الكردي كان حاضرا والوفد السياسي العراقي الذي ذهب اجلالا واكراما لطالباني للمشاركة في التشييع حجزت له مقاعد الصف الثاني في خيمة العزاء ليتصدرها المسؤولون الكرد وعلى رأسهم بارزاني.. هذه الاخطاء البروتوكولية كانت شرارة اضافية ووفقا لتعبير بعض السياسيين العراقيين فانها رفعت نسبة معدل الازمة…..
لكن على هامش العزاء كان هناك لقاء ودي جمع كل من نائبي رئيس الجمهورية إياد علاوي وأسامة النجيفي بمسعود بارزاني في رغبة منهما بحسب ما صرحا به لوسائل الاعلام فتح الحوار والحفاظ على وحدة العراق وخوفا من دخول العراق في نفق مظلم!! واعلن النجيفي ان اربيل وافقت على الحوار مقابل رفع فوري للعقوبات!!!
هذا الاجتماع وهذه التصريحات لم ترق لبغداد وعلى الفور اعلن المتحدث الاعلامي بإسم العبادي بأن حكومته لن تتنازل عن مبدأ الاعلان عن رفض الاستفتاء قبل الدخول بأي حوار والالتزام بوحدة العراق..طبعا الاجتماع الثلاثي خلق زوبعة كبيرة وزعج اطرافا سياسية عدة وعجت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن تحالف سني كردي وأن السنة يرغبون باقليم سني ايضا.. وفعلا على الارض بدأت تصدر اصواتا سُنية تطالب بأقليم سني ايضا …
وعلى مايبدو أن قصة الاستفتاء ستكون طويلة خاصة مع زحمة التصريحات التي تتوارد يوميا سواء من بغداد أو أربيل او حتى كركوك «منبع النفط» المتنازع عليها.والتي تعد الكارثة الكبرى بالنسبة للعراق خاصة مع تمسك الطرفين بها فكردستان تشبهها بالقدس بالنسبة لهم وبغداد تعتبرها محافظة عراقية لاتنازل عنها للموت فهي تشمل جميع القوميات لكن جميع الاطراف نسوا أن كركوك ادرجت في الدستور العراقي بمنطقة متنازع عليها !!!! ومثلما ذكرت القصة لن تنتهي بعد..سليم الجبوري «العربي السني» ورئيس البرلمان وفي صباح يوم باكر اتجه إلى أربيل فجأة للقاء مسعود بارزاني وطبعا وفق الجبوري أنها لفتح الحوار وعدم غلق الابواب ليرد العبادي عليه مباشرة بأنه لن يرسل اي شخصية للتفاوض وان حكومته مصممة على اعلان رفض الاستفتاء والتمسك بشرعية الدستور ومنطق الدولة قبل الدخول في الحوار!! طبعا الجبوري وبعد عودته واجه كثير من الاسئلة وكان رده أن الزيارة شخصية وهذا ما وضع علامات استفهام كثيرة..للحديث تتمة لاحقا وقبل الختام لابد لي من التذكير بتصريحات ميليشيات الحشد الشعبي التي هددت بارزاني مرارا وتكرارا إذا ما فكر يوما بكركوك!!!
هذا رغم تصريحات المرجع الاعلى علي السيستاني الذي اكد فيها على الحفاظ على وحدة العراق والحوار ورحبت بتصريحاته اربيل لكن الوضع على ما هو عليه حتى اللحظة وبحسب مقربين من السيستاني فأنه يخشى أن يتدخل بشكل صارخ لان هذا يخالف اصراره على الحفاظ على هوية مرجعية النجف التي تحتفظ بدور إرشادي خوفا من ان يتحول لولاية الفقيه.