الدكتور عبد العليم محمود
أين يمارس الطب البديل
تكملة إحصائية مهمة:
نشرت مجلة وتش البريطانية الصادرة عن اتحاد المستهلكين في أكتوبر 1986 إحصائية عن الطب البديل ضمن موضوع بعنوان “سحر أم طب؟” والعنوان يدلك على أن شفاء الحالات المرضية في الطب البديل وكأنه سحر بعد أن فشل الطب المتداول في علاجها.
1- لقد راجع واحد من كل سبعة بريطانيين إحدى عيادات الطب البديل في العام 1985.
2- كانت مراجعة 15% منهم لمشاكل نفسية و71% منهم لمشاكل مفاصل أي الآلام بشكل عام.
3- أجاب 81% بأنهم كانوا قد جربوا حظهم مع الطب المتداول.
4- لم يستفد 81% من هؤلاء إطلاقاً من العلاج الذي وصف لهم أو أنهم استفادوا مؤقتاً أو أن الطبيب لم يستطع عمل شئ أصلاً.
5- شفى 31% شفاءً كاملاً عندما راجع الطب البديل وتحسنت حالة 51% منهم.
6- وقد راجع 42% منهم الاستيوباثي و 26% الهوميوباثي و23% أخصائيي الإبر الصينية، و22% الكايروبراكتك و11% أخصائي العلاض بالأعشاب.
يتبين من نسبة المرضى الذين راجعوا الطب البديل “1 من 7” بأن هذا الطب قد أثبت وجوده فعلا.
ويتبين أيضاً (5) إعلاه الشفاء الكامل 31% الدرجة العالية لكفاءة هذا الطب، فهي نسبة وصلت مع حالات مرضية عجز عنها الطب المتداول أو قل في 81% منها كما في (3) إعلاه، فهي ليست حالات البرد والحمى ووجع المعدة والالتهابات الصدرية وما إلى ذلك بل هي في حالات عجز عنها الطب المتداول وإلا لما احتاج هؤلاء المرضى أن يراجعوا الطب البديل.
وأنها لمؤكد أن هذه النسبة سترتفع كثيراً لو كان هؤلاء المرضى قد راجعوا الطب البديل منذ بداية المشكلة فلابد أن بعضهم قد وصل إلى نقطة اللاشفاء أو صعوبته بسبب مرور مدة زمنية على الحالة المرضية وهي تزداد سوءًا مسببة عطباً دائماً في بعض الخلايا، وكذلك لا تدري عمق تأثير الأثار الجانبية للأدوية التي تعاطاها المريض طيلة مدة مرضه، والتي لابد أنها أثرت سلبياً بدرجات متفاوتة في هؤلاء المرضى.
إن لهذه الطرق العلاجية البديلة مغريات كثيرة لعل أهمها في نظر القائمين على شئون الصحة التكلفة القليلة بما لا يقاس بها يكلفه الطب المتداول فإن ما يصرف على الأدوية والعمليات الجراحية ووسائل العلاج المتداول الأخرى كبير جداً وحتى في الغرب فإن المصاريف عالية جداً ومنها ما هو عبارة عن خسارة كاملة .. فمثلا لا يستعمل الدواء الذي يسرفه الطبيب العام في بريطانيا إلا 65% ممن يصرف لهم .. و40% من الدواء يذهب إلى سلة المهملات.
وتصور كم من الدواء الذي يتم تناوله أي الـ 60% يفيد المريض حقاً وكم منه زيادة عن حاجته فالمضادات الحيوية تعطى بلا حساب ثم أنظر إلى الكم الهائل من الحبوب المهدئة والمخففة للالتهاب والآلام لأولئك المنتظرين عمل عملية تبديل مفصل مثلا وهي التي وصل الانتظار فيها في بريطانيا إلى أربع سنوات. أما ما يصرف على أمراض القلب والسرطان فحدث ولا حرج هذا علما أن أغلب المصروف يذهب على وسائل عقيمة غير ناجحة.
وإننا إذ نذكر هذه الأمراض فإنما نذكرها لأنها أصبحت المقياس للتقدم الطبي أو تأخره في الغرب وإلا فإن قائمة الأمراض التي فشل الطب المتداول في علاجها ولتي يصرف لأجلها الدواء باستمرار رغم عدم فائدته كما يعلم ذلك الطبيب والمريض. تكاد لا تعد كل ما هنالك أن معظم هذه الأمراض غير خطيرة بمعنى أنها لا تسبب الموت فلا يعبأ بفشل الطب المتداول في علاجها ولكنها تنغص معيشة المصابين بها وقد تغير حياتهم كلياً.. وليست آلام الشقيقة والإكزيما والصداع المزمن، والرمد الربيعي والربو والصرع وهو خطر على حياة المصاب في بعض الأحيان، والإمساك المزمن، وارتفاع ضغط الدم والسكري إلا جزءاً بسيطا منها ويصرف لآجلها في العلاد الخاص والمجاني والحكومي ما لا يعلمه إلا الله.. تصور أن يصرف جزء صغير من ذلك لإقامة مصحات ومنتجعات ومستشفيات فيها كل الوسائل العلاجية الطبيعية المجربة.
واختصاراً فإن الطب البديل علاج ناجح أمين لا يكلف كثيراً ، فمن المنطقي أن يعطى فرصة إثبات مقدرته في بلادنا وهذا لن يكون في رأيي إلا بتبنى الجهات المسئولة عن الصحة هذا الواجب، حيث يحتاج الأمر إلى إرسال الدارسين ورعايتهم في المعاهد المختصة بذلك في الشرق والغرب، ومن ثم فتح المجال لهم لممارسة هذا الطب، دون ذلك لن يتشجع الفرد المريض على مراجعة هذا الطب إلا إذا يئس، مما في أيدى الأطباء الاعتياديين وهذا سيهبط بمعدل نجاح الطب البديل إلى درجة كبيرة إذ لو راجع المرضى الطب البديل عند بداية المرض لكانت نسبة نجاحه في شفائه نسبة عالية جداً.
وظني ورب ظن يقين بأننا إذا تأخرنا إلى أن يسود الطب البديل في الغرب فسوف يبدأ الطلب على هذا الطب بالارتفاع الشديد فترتفع كلفته ويبدأ مرضانا بالسفر لطلبه من هناك ونستمر بصرف المبالغ الهائلة على العلاج، كما هو حاصل الآن مع الطب اللاعتيادي.
الإبر الصينية
يمكن علاج الصداع بالإبر الصينية، من خلال إدخال إبر رقيقة تحت الجلد لإعادة تنظيم تدفق الطاقة في الجسم، ووفقاً للدراسات فإن الوخز بالإبر يمكن أن يساعد في منع الصداع النصفي الحاد وكذلك يساعد الناس الذين يعانون من الصداع المتكرر.
الوخز بالابر هو نوع من أنواع الطب البديل، وإحدى الطرق في العلاج الصيني التقليدي، الوخز بالإبر غير مبني على معلومات علمية، وهو يعتبر من العلوم الزائفة.. فهناك مجموعة متنوعة من النظريات المتعلقة بالوخز بالإبر وذلك باختلاف البلد .. ويستعمل لتخفيف الآلام بإدخال الإبر في مناطق معينة في الجسم .. تقول الفلسفة الصينية إن الوخز بالإبر يؤثر على قوة الحياة لدى الفرد وقنوات الطاقة التي تدور في الجسد.. يدخل الواخز الإبر في مناطق القنوات والأماكن المؤلمة في الجسد .. الاستنتاج العلمي للعديد من البحوث والدراسات والتجارب العملية والتي تناولت موضوع الوخز بالإبر أنها متضاربة وغير متناسقة إلى حد كبير .. وفي بحث لمؤسسة كوكرين اتضح أن الوخز بالإبر طريقة غير فعالة لمعالجة العديد من الأمراض .. وربما يكون له دور في علاج الاستفراغ المتعلق بالأدوية الكيماوية السرطانية أو الاستفراغ ما بعد العمليات الجراحية أو الصداع المزمن .. وفي مراجعة منهجية وجدت أن دور الوخز بالإبر طفيف جداً في علاج الألم كما تشير الأدلة إلى عدم وجود أي أثر طويل الأمد للعلاج بالوخز . يعزو بعض العلماء التأثير الطفيف إلى مفهوم العلاج بالايحاء.
وفي دراسة محكمة أجريت على 300 مريض بالصداع النصفي في عام 2005 أفادت أن الوخز بالإبر في أماكن الوخز بالإبر وفي غير أماكن الوخز بالإبر أدى إلى تحسن بالمقارنة مع المرضى الذين لا يزالون على قائمة الانتظار ولا يوجد فوارق كبيرة بين المجموعتين.
ولنا تكملة في العدد القادم