بقلم: يوسف زمكحل
حتى اللحظة زيادة على إحدى عشر ألف قتيل من أبناء غزة معظمهم من الأطفال والعالم مازال يتفرج حتى الدول التي تتكلم عن حقوق الإنسان يقف قادتها موقف المتفرج ويعلنون وقوفهم بجانب إسرائيل في حربها ضد حماس وهي في الحقيقة حرب مع الشعب الفلسطيني الذي بات اليوم فعلا لا حول له ولا قوة وأتعجب من القادة الذين يتكلمون عن وجوب دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة التي ستتوقف في المستقبل القريب بعد أن يكون قد تم أبادة الشعب الفلسطيني بالكامل .
تخرج الشعوب في كل مكان تطالب بوقف إطلاق النار ولا أحد يبالي ولا أحد يسمع ولا أحد يرى أن قرار وقف إطلاق النار هو قرار في يد أمريكا التي تريد بأفعالها إشتعال منطقة الشرق الأوسط بأكملها فهي أرسلت منذ أيام غواصة نووية إلى الشرق الأوسط وهي قادرة على محو 24 مدينة من خريطة العالم في أقل من دقيقة .
خطب رؤساء لا تجدي ومظاهرات شعوب لا تملك القرار ونداءات في كل العالم بوقف الحرب لا تفيد ولا تنفع فالموت في غزة أسرع من كل شئ فالأسر تموت بأكملها حتى المرضى في المستشفيات لم يسلمو من الموت تدمير لكل شئ حتى الكنائس والمساجد موت ثم موت ثم موت في وحشية لا مثيل لها وإجرام فاق كل حد وكل تصور .
هم يتصورون أن القنابل ستقضي على الشعب الفسطيني ولكني أبشرهم أن هذه الحرب الشعواء ستزيد من الكراهية المطلقة لإسرائيل وستفرز مقاتلين جدد لا يهابوا الموت لأنهم قد عاشوه كل يوم وكل دقيقة على مدى سنوات طويلة و الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية سيفرز إرهابيين جدد لا يرحموا لإنهم لم يجدوا من يرحمهم يوماً .
واليوم بات واضحاً للجميع أن كل الدول التي تتكلم عن حقوق الإنسان ما هم إلا كذبة وأفاقون ومجرمون يدهم ملوثة بالدماء التى ربما ستزيد مع الأيام ومع وجود ترسانة الأسلحة الأمريكية في المنطقة وربما يحدث تدخل لأطراف أخرى مثل حزب الله وإيران والحوثيين وأخشى من إتساع مدى الدمار والقتل وبشاعة ما قد نراه، للأسف أننا نعيش في عالم يكيل بمكيالين غير منصف يمسك بغصن زيتون في يد ويمسك بالمدفع الرشاش في يده الأخرى وهم يزعمون أنهم سيقضوا على حماس وهم لا يدرون أنهم سيخلقون ألف حماس إن عاجلاً أو أجلاً .