بقلم: رفاه السعد
زيارة مفاجئة وقصيرة لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لكنها مليئة باللقاءات والمحادثات تفيد مصادر سياسية بأن ظريف كان يحمل في جعبته تحذير شديد اللهجة للسياسيين العراقيين من محاولة الانحياز إلى اميركا والوقوف الى جانبها ضد بلاده أو حتى اتخاذ موقف الحياد.
فإيران لا تريد الوقوف بوجه الولايات المتحدة لوحدها بل ترغب بزج العراق في دائرة الصراع الحاصل بينهما .
ظريف وخلال زيارته التقى قادة الرئاسات الثلاث وعدد من قادة الاحزاب والكتل الشيعية والسنية منها من دون استثناء .
ختم ظريف زيارته إلى العراق بمؤتمر صحافي مع نظيره العراقي محمد الحكيم الذي تحدث بكل صرامة وجرأة قائلا: إن العراق يقف الى جانب ايران ضد اميركا ولم يكتفِ بهذا بل وضع تصريحه في تغريدة على تويتر ولم تمر دقائق معدودة إلا وحذفت التغريدة وكأن شيئا لم يكن.. تغريدة الحكيم اثارت انتقادات وتساؤلات..هل فعلا العراق قرر واتخذ موقفه من الصراع بين واشنطن وطهران وهو الذي اعلن مرارا وتكرارا انه لا يتدخل بالشأن الايراني..وانه يحمل رسائل وساطات لحل الازمة .. ليرد ظريف على هذه الوساطة قائلا: نحن لسنا بحاجة لوساطة من العراق..رسالة مبطنة للقادة العراقيين مفادها عليكم بحل مشاكل بلدكم قبل أن تتوسطوا لنا..طبعا هذا ما فسره أغلب المحللين.. بعد تصريح ظريف المثير للجدل اعلنت واشنطن أيضا انها لا تحتاج وساطة العراق.. إذا الطرفان المتصارعان لا يحتاجان وساطة العراق..فيما تشير تصريحات سابقة إلى أن كل منهما يريد أن يصبح العراق ساحة للنزاع فطهران تهدد بميلشياتها المسلحة في العراق بأنها ستستهدف القوات والمصالح الاميركية في العراق .. وواشطن تقول إنها سترد ضد أي مجموعة مسلحة عراقية تدعمها إيران وما اكثرهم في العراق..
كل هذا ولا يزال بعض السياسيين يقولون الجارة ايران وسنقف الى جانبها ولم يفكر واحد منهم ببلده وما السبب الذي يدعهم يضحون بأبنائهم ويقاتلون بالنيابة عنها.
وهي التي لطالما تدخلت في الشأن الداخلي العراقي وحتى تشكيل حكومته والدليل حتى الان هناك أكثر من وزارة بدون وزير والسبب الضغط الايراني والتدخل في اختيار وزراء يجب أن يكونوا موالين لها ويمررون اجندتها بدون نقاش .. أبرز من حاولة فرضهم طهران هو فالح الفياض لتولي منصب وزير الداخلية الذي يتباهى علنا بولائه لإيران.
التدخل الإيراني في العراق زاد من التوترات القائمة بين الشيعة والسنّة، وداخل البيت الشيعي نفسه… والأسوأ أنه يقوض جهود العراق الحقيقية لانتزاع نفسه من وضعه الإشكالي. فقد حاول العراق في الآونة الأخيرة تغيير وضعه وإعادة علاقاته مع جميع الدول حتى تلك التي يختلف معها..