بقلم: كنده الجيوش
هناك مثل شهير يقول بما معناه أن «الله عندما خلق الناس ووزع الأرزاق لم يكن هناك من احد راض عن رزقه ورأى ان رزق غيره أفضل. وعندما وزع العقول الجميع كان راض وسعيد بل ويتشدد ويعتقد أن عقله أفضل من غيره.»
واجد هذه المقولة مهمة وتعكس حال العديد منا حيث يصعب على البعض الأخذ بالنصيحة أو التشكيك بالقرارات والإقرار بالأخطاء. ولا ألوم شعوبنا العربية وحدها في هذا الأمر لأنه أمر منتشر وعام للبشرية.
ولكن الغرب تقدم عنا في نظرية الإقرار بالخطأ وبالتالي القدرة على الاعتراف به وتصحيحه.. وبالتالي الالتزام بديناميكية تطوير الذات.
ومع حفظ حق كل منا باختيارنا ممن يجب أن نأخذ النصيحة – لان هناك بعض النصائح يجب الانتباه منها وهي مثل دس السم بالعسل- يجب أن نوسع من نظرتنا للأمور وتعاملنا معها بدأ من تربية الأبناء إلى اختيار حياتنا المهنية إلى كيفية التعامل مع العلاقات الإنسانية المتعددة الأبعاد والمعقدة سواء في المنزل أو الشارع او محيط العمل أو المجتمع ككل.
وطبعا هناك ثوابت لا تتغير في الأخلاق الإنسانية وهي تعني بالخير العام والمبادئ العامة والأسس التي لا يجب المساس بها.
ولكن ما اقصده اليوم هو مرونة التعامل مع الأشخاص والأمور ونظرتنا لها.
ومن هنا كانت المهنة التي بدأت بالانتشار والتزايد أخيرا وهي مهنة مدربي الحياة «life coach” وأصبح البعض من روادها مثل النجوم على المستوى العالمي ولهم تبعية لا يستهان بها. ولم لا! لأنهم بالنهاية يساعدون الأشخاص على رؤية مختلفة للأمور وربما متطورة تساعدهم على تطوير حياتهم والتخلص من المطبات أو المشاكل التي يعانون منها بعلاقاتهم.
هؤلاء المدربين البعض منهم درس العلاقات الإنسانية والبشرية وعلم النفس وهم على درجة عالية من المؤهلات والمقدرة على إعطاء النصح. والبعض الأخر للأسف ليس على قدر عال من الأهلية. وهنا أيضا يجب علينا الانتباه من يقدم لنا النصيحة وممن نأخذ النصيحة.
وتبقى الفكرة الأهم أنهم موجودين في كل مكان ويقدمون الكثير من النصائح والأفكار بالمجان من خلال فيديوهات او محاضرات او مقالات على وسائط التواصل الاجتماعي. وهذا أمر مفيد جدا للجميع ومتاح للجميع لأنهم قريبين بهذا الشكل ولا نحتاج ان يفرض علينا شي نحن نختار النصيحة.
تبقى المسؤولية والفرصة بان نطور ذواتنا ولكنها تبدأ بمسح بعض الأفكار المسبقة أو التقاليد المجتمعية التي ربما ورثناها وليس بالضرورة أنها صحيحة أو مفيدة.
ودمتم