بقلم: فريد زمكحل
لم يشهد الخليج العربي مثل هذا التصعيد الأخير الذي يتابعه الجميع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران منذ الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، مما دفع بالمراقبين والمحللين والمتابعين لتوقع نشوب حرب شبه شاملة في هذه المنطقة الحساسة عالمياً، باعتبارها رابط من أهم روابط التجارة العالمية بين دول العالم، بالإضافة لما تمثله من مخزون استراتيجي لمصالح الدول الكبرى في العالم التي من اهمها ومن بينها المصالح الأمريكية المنتشرة والموجودة والمعلنة في غالبية الدول الخليجية، التي تُعد من أهم مناطق فرض النفوذ والسيطرة والهيمنة الأمريكية على العالم إقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.
بينما يتوقع الفصيل الأكثر تفاؤلاً من المراقبين والمحليين بأنها لن ترتق لحالة الحرب الحقيقية، كما يعتقد البعض الآخر بأنها لن تتجاوز حدود تعزيز الولايات المتحدة الأمريكية لوجودها العسكري في منطقة الخليج بهدف فرض المزيد من الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية على إيران التي ستضطرها الأوضاع القائمة على تقديم المزيد من التنازلات لتجنب نتائج هذه الحرب التي تدرك أنها ليست في صالحها، كما يعتقد البعض، مع كل هذا الركب الزاحف من حاملات الطائرات والعديد من سفن الأسطول البحري الأمريكي وحالة التأهب المعلنة في كافة القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في بعض دول الخليج تحسباً من قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يتحكم بمرور ثلث صادرات العالم من البترول.
وفي تقديري أن أي خطأ في الحسابات من أي طرف سيقود دول المنطقة وربما دول العالم إلى كارثة محققة لن يسلم من نتائجها السيئة أحد سواء من اللاعبين الكبار أو من الأشبال الصغار، لأنها ستدفع ببعض القوى الأخرى للدفاع عن مصالحها في المنطقة حتى ولو أدى الأمر بها للدخول في مواجهة عسكرية صريحة مع الولايات المتحدة الأمريكية للحد من الهيمنة الأمريكية على العالم وعلى وجه الخصوص في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
وتقديري وفقاً لمتابعتي اليومية لهذا الموضوع بأن الحرب قادمة لا محال، وإن تأخر توقيت البدء فيها لأيام أو أسابيع قليلة قادمة حيث الضغط يولِّد الانفجار، وهو ما قد يذهب بكافة المصالح الدولية والإقليمية لمستوى التهديد الحقيقي لجميع أطراف اللعبة في هذه المنطقة وستتعدَّها بكثير في حال عدم نجاح مساعي التفاوض الدائر بين جميع الأطراف لتلافيها وتلافي نتائج آثارها المدمرة.
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد!
وارحم عبادك يا ارحم الراحمين.