بقلم: خالد بنيصغي
يعيش سكان الأطلس الكبير والمتوسط والريف والصغير والهضاب العليا الشرقية وهضاب الفوسفاط و “ والماس “ ، في ظروف قاسية منذ ثلاثة أيام، بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة، والتي جعلتْ أسطح البيوت تستوي مع قارعة الطرقات، بسبب الارتفاع الكبير لسُمْك الثلوج المتراكمة، ما يهدّدُ بانهيارها في أيّ لحظة.
وسجل تساقط كثيف للثلوج في المدن والمناطق القروية الجبلية مثل إفران وأزيلال (وسط المملكة)، وتسببت الثلوج في انقطاع عدد من الطرق واضطراب حركة المرور، كما أثرت الثلوج في الحياة العامة في بعض المناطق بجبال الأطلس المتوسط وجبال الريف .
وسجلت عدة حوادث سير في طرق رئيسية وثانوية، وذلك بسبب تساقط الثلوج. وتفاديا لوقوع المزيد من الحوادث قررت السلطات المعنية إيقاف المرور في بعض الطرق والمسارات التي تأثرت بسقوط الثلوج.
واتخذت السلطات المغربية عددا من الإجراءات للحد من تأثير موجة البرد؛ مثل رفع استعداد المركبات التابعة للدولة لفك العزلة عن المناطق المتضررة، وتأمين التدخل الفوري بواسطة مروحيات الإسعاف، وإيصال المساعدات الغذائية والأغطية للسكان في المناطق الجبلية.
استغاثات بالجُملة حملتْها مقاطع “فيديو” مصوّرة من” تونفيت “ ومنطقة الحوز جماعة زرقطن والمناطق المجاورة إلى المسؤولين في الرباط، تناشدهم التدخّل لإنقاذ سكان المنطقة من كارثة إنسانية، بسبب تداعي البيوت الطينية التي تحاصرها الثلوج من كل جانب، وتشكّل ثقلا كبيرا على أسقفها الهشّة.
الوضع في هذه المناطق وغيرها كارثي، حيث إنَّ السكان مُحاصرون داخل بيوتهم منذ أنْ هبّت العاصفة الثلجية على هذه المناطق ، والتي انخفضتْ معها درجة الحرارة إلى ناقص 8، ويُنتظر أن تستمرَّ إلى يوم السبت القادم.
المركز المغربي لحقوق الإنسان أصدر بلاغا طالبَ فيه وزارة الداخلية بالتحرّك العاجل لإنقاذ هولاء السكان ؛ ففيما تُحاصر الثلوج السكان داخل بيوتهم، بدؤوا يفقدون مورد رزقهم الوحيد، وهو الماشية، بعد أن نفقت عشرات رؤوس الماعز بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة.
“هناك مواطنون لا يملكون حتى ما يسدّون به رمقهم، بعد أن نفدت المؤونة التي كانت بحوزتهم، ويعيشون في بيوت مهدّدة بالانهيار في أي لحظة ، حتى حطب التدفئة نفد ، ولم يعد الناس يتوفرون على ما يدفئون به بيوتهم”
وحسب الإفادات التي حصلت عليها “ الرسالة “ من المكان فإنَّ سكان عدد من الدواوير والمناطق المجاورة أصبحوا معزولين تماما عن العالم الخارجي منذ سبعة أيام، بسبب انقطاع الطرق؛ بالرغم من الجهود التي تبذلها السلطات لإزاحة الثلوج، نظرا لارتفاع سمْكها ، وفيما يفتقد سكان المنطقة إلى المؤونة الغذائية، يعاني المرضى الأمرّين، في غياب أيّ مستشفى ميداني في المنطقة، وفي غياب أيّ مساعدات من طرف الدولة؛ فيما انقطع التلاميذ عن الدراسة بعد أن وُجّهت دعوات إلى السكان في المساجد بعدم إرسال أبنائهم إلى المدرسة، والذين لازالوا يدرسون في مدارس ذات بناء مفكك، وتفتقر إلى وسائل التدفئة التقليدية، المتمثلة في الحطب، بسبب نفاده واستحالة الحصول عليه جراء العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة.
وكانَ أصحاب المواشي يرحّلون ماشيتهم إلى مناطق يتوفر فيها الكلأ، لكنَّ العاصفة الثلجية المباغتة لم تترك لهم فرصة للتحرك هذه السنة، ما جعل الماشية تنفق أمام أعينهم” .
إن طريقة تدبير المسؤولين لمعالجة مثل هذه الملفات الساخنة لا يعدو أن يكون “ ارتاجاليا “ وبدون “ روح ووطنية “ هذه الوطنية التي من المفروض أن تنبثق منهم كمسؤولين أوّلاً ليشرب منها المواطن العادي بعد ذلك ، على المسؤولين أن يجهزوا أنفسهم صيفا ويزوروا هذه المناطق الجبلية في ظروف عادية ووضع استراتيجية واضحة محددة بالتواريخ قبل شهر أكتوبر من كل سنة ليتم إرسالها كحق ضروري لهؤلاء المغاربة الأحرار “ كالأغطية و الألبسة والأحذية والمواد الأساسية الكافية من دقيق وسكر وشاي ومعجنات وقطاني وغيرها ، كما يجب أن تخرج هذه المعونات من ميزانية الدولة وليس كـ” إحسان “ أو من “ الصندوق الأسود “ أو صندوق “ الكوارث الطبيعية “ فلسنا بحاجة لكل هذه الأنشطة في الموسيقى والمسرح والسينما والرياضة من مثل مهرجان “ موازين “ أو “ مهرجان مراكش للضحك “ أو تلك الجوائز القيمة في “ التنس “ أو “ السينما “ أو “ المسرح “ وغيرها ، والتي يصرف المغرب فيها الملايين كل سنة ، فيما فقراؤه من المغرب العميق يموتون برداً وجوعاً .