بقلم: هديل مشلح
عـزفت مدينة تدمر السورية قبل أيام لحن انتصارها على عناصر داعش الإرهابية بعد أن سطّر أبطال الجيش العربي السوري ملاحم البطولة على أرضها واستبسلوا في استرجاع لؤلؤة الصحراء من أيدي الهمجيين الذين لا يعرفون عبقها ولا تاريخها ولا عراقتها .
مدينة تدمر “لؤلؤة الصحراء” صنفتها المنظمات الدولية كواحدة من المعالم التاريخية والحضارية العالمية وقد شهدت توالي الحضارات القديمة ، وتضم هذه المدينة التاريخية العريقة تماثيل ومجسمات ومخطوطات ونقوش تعود للقرن الثالث الميلادي.
وكان لاستيلاء داعش عليها أثرا كبيراً في فرار معظم سكان المدينة منها خوفاً من بطش التنظيم الإرهابي الدموي و مع ذلك إلا أن الحجر لم يسلم من إجرامهم وقاموا بتكسير الآثار التاريخية ونهبوا العديد منها وقاموا ببيعها كما نسفوا قوس النصر الذي يعدّ أيقونة هذه المدينة كما دمروا معبدين أثريين مصنفين ضمن التراث العالمي للإنسانية .
و قاموا بإعدام عدد من عناصر الجيش العربي السوري على المسرح الروماني بدم بارد وقتلوا مدير آثار مدينة تدمر السابق وخبير الآثار خليل الأسعد لأنه لم يطلعهم على أماكن تواجد الذهب في المدينة فقالوا أنه مرتد وقطعوا رأسه.
لكن و على نفس المسرح الروماني الذي أعدم أطفال من داعش الإرهابية عدداً من جنود الجيش السوري أقيمت الاحتفالات بفرحة النصر وعُزف النشيد العربي السوري وتم تخليد أسماء أبطالها الذين استشهدوا في سبيل تحريرها ، على نفس المسرح الذي سالت عليه الدماء الطاهرة عُزف لحن الانتصار لحن الحياة والاستمرار، فنحن للتاريخ مسطّرون و سنكتب نهاية الإرهاب بحبنا للحياة .
ستستمر بطولات جيشنا وكما تحررت تدمر بسواعد أبطالها وهمتهم وشجاعتهم ونصر حلفائها ، و كما سطروا البطولات على أرضها وأشرقت شمس الحرية فيها ستتحرر باقي الأراضي السورية حتى آخر شبر منها وستسطع شمس الحق فيها، وسنعزف لحن الحياة والاستمرار في كل رقعة أرض فيها وتدمر ليست سوى البداية .