بقلم: كنده الجيوش
هل يكون «الله» تعالى عند البسطاء اقرب اليهم ؟ الله قريب من الجميع على السواء.. ولكن ربما وربما تتداخل مع هذه العلاقة لدى البسطاء أشكالٌ فيها شيئ من الطرافة — مما هو عليه الحال لدى من تبحر بالقراءة واتباع المصادر الدينية ومنهم العلماء! ربما !!
ولعلني أقول هنا ان بعض العلماء — وليس كلهم–هم من الاهمية بمكان ليدلنا كلاً منهم على الطريق الصحيح.. لا سيما من يتوفر لديه عمق التفكير و الفهم و يُقدّر اهمية الحياة الروحية للأفراد و خصوصيتها. على اختلاف الأديان و مشاربها.
وطبعا لكل من هؤلاء العلماء والبسطاء طريقته والاهم من ذلك مقدراته الثقافية والعلمية ولكل جزاء اجتهاده وسعيه.
في احد الأبحاث عن «الله» لدى الفقراء او البسطاء تقول صحفية مصرية ان سيدة من «الغلابة» عندما تستيقظ كل صباح تقول:» صباح الخير يارب».
وفتاة اخرى تقول انها لاحظت ان جدتها تخطئ قليلا بالشهادة اثناء الصلاة وعندما حاولت ان تصحح لجدتها رفضت الجدة وقالت لها ‹النبي بيزورني كل يوم بالمنام ولو كنت بغلط كان صححهالي!›
وشاب يقول انه كان يسافر بالقطر يوما وسمع رجل من البسطاء يدعو ويقول ‹يا رب استرها معايا… وحياة ابوك.›
هؤلاء البسطاء احبوا وقدسوا الله سبحانه في ملكوته وعرفوا مكانه لا اله الا هو. ولكنهم على بساطتهم أحسوا بقرب كبير وشديد منه وعبروا عن ذلك ببساطة لغوية وفكرية! لتعود هذه البساطة وتتجلى بمفردات توحي بشدة القرب والمحبة!
الفكرة هنا هي هذا الجانب الروحي الجميل و مدى شدة القرب وقوة الرباط بين الانسان البسيط الذي لا يملك العلم ولكنه يملك محبة الخالق ويحس بالقرب منه ويتحدث معه دون وسيط!
وبعيدا عن اَي محاولة للدخول في متاهة الحرام اوً الشرك –لا سمح الله –لان اخر ما كان يقصده او يسعى اليه هؤولاء البسطاء هو هذا الامر، فان محاولة البسطاء بالدعاء والطلب من الله سبحانه وثقتهم بالخالق وكرمه وقربه هو اجتهاد لهم على قدر معرفتهم… وتجلت هنا بهذا الكم من الطرافة.
الدين دعانا للمعرفة والتفكر بالكون لنكون اكثر قربا ومعرفة بالخالق !
وحميدٌ جدا السعي وراء العلم والمعرفة لمن يعرف القراءة من اجل الوصول لحقيقة الدين والتقرب من الخالق وتقوية العلاقة معه سبحانه! هذه العلاقة النقية التي هي أساسها المودة و الرحمة و الخير لنا وللآخر! اساسها محبة الله ومحبة الاخر !
ولكن من لم يجد سبيلا للعلم وبقي في صفوف البسطاء .. وإن اخطأ التعبير فإن الله يسكن قلبه — فإنه من احباب الله. الفقراء احباب الله!
رمضان كريم علينا وعليكم وعلى كل من اعان فقيرا ولبى حاجته وسد رمقه!