بقلم : أمال مذهر
وابتدأ المشوار بعد رحلة طويلة دامت عقود لتسطير قصص وحكايات ابطالها سكان هذا الكوكب من فرح وحزن ، حروب ودماء قهر وعذاب تشريد وهجرة فراق وحنين . القدر الذي شاركنا بحلوه ومره وما زال يضيف على حياتنا مآسي وأمراض يطل علينا بعد جائحة كورونا اللعينة التي قضت على ألوف البشر ، وغيرت نظام الحياة عند الناس بآفة جديدة (الكوليرا).
كل يوم وساعة تطالعنا وسائل الإعلام بأخبار وصفحات الجرائد بأخبار حول العالم وبرامج إجتماعية وتعليقات من مئات الصحافين بتحاليل من هنا وهناك ،خصوصا حول بلادنا العربية المشتعلة وتحول العالم من حياة يلفها الحب والتفاهم الى عالم منقسم بين تيارات يمينية ويسارية بين الشرق والغرب على قاعدة (فرق تسد) والدين بين مسلم ومسيحي وانشقاق الناس بسبب الحروب النفسية و العقائدية فكل طرف واضع إصبعه على الزناد لتبدأ الحرب بطلقة ونحن الان بغنى عنها بظروف لا نحسد عليها ! نعم ، كما اصبح حال العالم منقسم منذ إجتياح كورونا اللعينة التي حصدت ملايين البشر ولم تترك لا كبير في السن ولا صغير وكان تأثيرها على حياتنا الإجتماعية كبيرا ،غيرت نمط الحياة وزرعت في القلوب الخوف والتباعد الإسري وحلا العالم الإفتراضي يقضي حلوله مكان الحواس والشعور الإنساني إن كان بالفرح أو بالحزن في المناسبات الإجتماعية بالتواصل بالوسائل البديلة والوتس أب والرسائل فاقدة الإحساس، بحياة مختلفة ملئها الحب والإحساس ومشاعر الإنسانية. مع هذه الأسطر ابحر في موضوعي الذي يعيشه العالم مع كل يوم تطالعنا الصحف ومحطات الإعلام بكوارث وحروب ودمار وتهديد بالنووي وكوارثه وتبشيره بالحرب العالمية الثالثة والعالم على صفيح من بركان مشع فأين نحن من هذا الواقع المؤلم الناجم عن غلاء الحياة وفقر الناس وهمومهم في الخلاص من هذا الكابوس المرعب الذي من عاشه وعاصره يعرف نتائجه ومرارته . والدتي رحمهما الله كانت في العقد الثاني من عمرها وتتذكر طبول الحرب العالمية الأولى وكيف كانت حالة الناس لأربع سنوات (وسفر برلك) من قبل الدولة العثمانية للشباب ليكونوا كباش محرقة والأمهات في زعر وخوف على أولادها والجوع الذي نخر في أجسادهم والمآسي . كانت قشور البطيخ وفتاة الخبز وأعقاب السجاير من بين النفايات لها المكان والتصريف من شدة الجوع وسمي( حرب الجوع ) لعدم توفر الغذاء، كانت تقص علي ما عاناه من سنين الحرب الثانية من دمار وفقر وعذاب حيث كان والدي يجمع ثياب الجيوش المتواجدة على ساحة الحرب ووالدتي تقوم بغسلها وكيها ووالدي يعود لإرجاعها الى الجنود ويحصل على أتعابها وإخوتي يعملون ما توفر من عمل لمساعدة والدي بهذه الصورة يعش العالم مخاوف حرب نووية ثالثة مدمرة للبشر والحجر ولم تترك سوى اثارها المؤلمة على الشعوب لنتائج النووي التي ما زالت أثاره من هوريشيما وناكازاكي في اليابان كيف يعانون الناس الى اليوم من أثارها. وللأسف البشر يتجاهلون النتائج التي يتحدثون على إشعال فتيل الحرب بالتهديد لأخطر جريمة في تاريخ البشرية في القرن الواحد والعشرين .