بقلم/ أسماءأبو بكر
“عروس البحر الأبيض المتوسط” مدينة الإسكندرية ،تلك المدينة التاريخية الساحرة موطن العديد من الأدباء والشعراء والكتاب العظام وكبار العلماء والفنانين ،وحينما تتجول بأحد شوارعها تشعر بروعة الألهام والهدوء مما يجعلها من أكثر المدن الرومانسية في مصر والعالم كله, فهي موطن للجمال والتاريخ معا حيث اعتبرت الإسكندرية في الماضي منارة تضيء البحر الأبيض المتوسط ، كمدينة تنضح بالسحر والغموض والجمال وقد شكلت المنارة التي عند مدخلها احدى عجائب الدنيا السبع في القدم وتحولت جميع المعتقدات والفلسفات والعلوم والفنون البشرية وتحسنت هنا وتكمن رومانسية هذه المدينة في الماضي وليس في الحاضر فقد تردد في شوارع هذه المدينة على مدار اكثر من ألفي عام صدى أصوات عدد من أهم شخصيات التاريخ القديم، و استقر بها أجيال من المهاجرين اليونان وإيطاليا والمشرق وجعلوها مركزاً عالمياً للتجارة والثقافة البوهيمية ,وقد وصفها “لورانس دوريل” بأنها “المدينة العاصمة لأوروبا الآسيوية إذا جاز وجود مثل هذا المكان واليوم , مازالت آثار كل تلك العصور الماضية باقية، وقال عنها العالم “غوديو” أحببت البحر والتاريخ منذ نعومة أظافري، وكثيرًا ما حلمت بالمزج بين الآثار والبحر.
فهنا دفن الإسكندر المقدوني حاكم كل الإمبراطوريات الفارسية وسيد آسيا، وهناك عاش وأحب يوليوس قيصر، وعند تلك المنارة وقعت إحدى أهم قصص الحب في العالم بين مارك أنطوني وكليوباترا سيدة العالم الأولى، وفي تلك القصر ولدت كليوباترا وتلقت تعليمها منذ الصغر وحتى بلوغها عرش السلطة في أرجاء المكتبة الكبرى ومجمع المتحف الشهير، لذلك كان تاريخ الإسكندرية العريق الثري بثقافاته المتعددة حاضرا في كل ركن من أركان المدينة العظيمة، من خلال الكثير من الأحياء والشوارع. تضم مدينة الإسكندرية بين طياتها الكثير من المعالم المميزة والأثريات الغارقة إذ ضمت غالبية المخطوطات الأدبية والفلسفية والعلمية في العالم و أكبر ميناء بحري في مصر هو ميناء الإسكندرية والذي يخدم حوالي 80 ٪ من إجمالي الواردات والصادرات المصرية ومكتبة الاسكندرية التي تعتبر كنزا لا يقدر بثمن حيث رفعت صروح المكتبة سنة295قبل الميلاد.
وكانت تحتوي على الكثير من عمال هومير، وتاريخ بابل، وكتب المعتقدات الفارسية، والمؤلفات البوذية، وواحد وثلاثين جزءا من التاريخ المصري توثق لأحداث من بدايات العصور القديمة، كل هذه جمعت وحررت في هذا المبنى التعليمي العريق وتتحدث الأساطير عن اثنين وسبعين مؤرخًا من مختلف القبائل المحلية قد عملوا على ترجمة الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم إلى اللغة اليونانية، حيث عرف باسم “سيبتوغينت”، وما زالت هذه الأعمال تعرف حتى اليوم بلقب العهد القديم. ومكتبة الإسكندرية الجديدة التي قيل عنها أنها نافذة مصر على العالم، ونافذة العالم على مصر والتي تطل من وراء البحر داعية الباحثين من جميع أرجاء العالم إلى الإسكندرية وإلى مركز المعارف الرائع هذا. وتعتبر رابع أكبر مكتبة فرنكفونية في العالم وتتفوق مكتبة الإسكندرية في مقتنياتها الفرنسية على جامعة مونتريال في كندا والتي تحتوى على 534الف كتاب وأيضا تكون بهذا الإهداء المكتبة الرئيسية الأساسية للكتاب الفرنسي للشرق الأوسط والقاهرة الإفريقية .
ويوجد بأخر المدينة قلعة قابيتاي بالإسكندرية ذاك البناء المهيب الذي يراه الكثير من زوار عروس المتوسط كواحد من أعظم معالمها الإسلامية بينما ينظر اليه الآثارين والمؤرخون بوصفه وريث فنار الإسكندرية الشهير، وقد بنيت هذه القلعة في القرن الخامس عشر، مستعينةً بأساس حطام المنارة المحطمة ويمكن رؤية أجزاء من الرخام الأحمر الخاص بالمنارة القديمة بين حجارة الجدران الكلسية الحديثة وأرضيتها ولكن معظم الأبحاث المعاصرة تؤكد أن بقايا المنارة الحقيقية تحت الماء بعيدًه تماما عن الشاطئ.
ويعتبر متحف المجوهرات الملكية من أجمل المعالم السياحية في الاسكندرية ويضم كوكبة من أروع وأجمل المجوهرات الملكية والتحف الذهبية في مصر والعالم والتي كان يرتديها ويتزين بها أفراد الأسرة العلوية المالكة في مصر ومنها مجوهرات الملك فؤاد والملك فاروق وزوجاته والأمراء والأميرات من العائلة المالكة.. ولذلك فهو يُعرف باسم متحف المجوهرات الملكية ويضم المتحف حاليا11 ألفاً و500 قطعة تخص أفراد الأسرة المالكة. والمتحف القومي “ويضم 1800 قطعة أثرية تتنوع ما بين العصر الفرعوني والعصر البطلمي الذي ازدهرت فيه الإسكندرية ثم العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية وصولا إلى العصر الحديث بدأ من عصر أسرة محمد علي باشا وانتهاء بثورة 23 يوليو . ويزينها مسجد المرسى أبو العباس فهو أحد أقدم واشهر المساجد العريقة التي بنيت في الإسكندرية ويتميز بقبابة المميزة الشكل وهندسته الفريدة من نوعها وقصر الملكة كليوبترا الذي يعتبر من أشهر الأثار الغارقة على مستوى العالم ومن أهم المعالم اليهودية التي لا تزال باقة حتى اليوم، كنيس النبي إلياهو (بالعبرية: בית הכנסת אליהו הנביא)، الذي يقع في شارع النبي دانيال بوسط المدينة وهو مغلق حاليًا ولا يُستخدم في طقوس العبادة ومن أشهر معالم الإسكندرية الأثرية عمود السوارى وقد تم بناءه تخليدا للإمبراطور دقلديانوس فى القرن الثالث الميلادي وهو يعد من أخر الأثار الباقية من معبد السيرابيوم ويعتبر أعلى نصب تذكاري فى العالم ويعود إلى العصر الروماني وتعود تسميتة إلى العصر العربي نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق وسط 400 عمود أخر وهو يشبه في ارتفاعه صواري السفن لذلك سمى بعمود الصواري وحرفت فيما بعد إلى السوارى. هكذا هي عروس البحر المتوسط التي تعد من اجمل الوجهات السياحية في مصر والعالم بما تميزت به على مر العصور وحتى الأن
فما بين مكس ورمل يطيب هوائها الجسم العليل هذه هي الإسكندرية درة المدائن وعاصمة الثقافة وملتقى المبدعون .






























