بقلم: خالد بنيصغي
كثُر الحديث عن شغب الملاعب في المغرب ، حيث زادت حدة الشغب والمشاغبين بشكل ملفت للنظر ، لكن الحلول المقترحة والمعتمدة ليست ناجعة على الإطلاق ، ونقصد هنا ظاهرة القرارات المتخذة من قبل الولاة وعمال الأقاليم بالمملكة بمنع تنقل جماهير الفريق إلى المدينة التي تستضيف لقاءه مع الفريق المنافس ، أو في أحيان كثيرة يعلنون إجراء المباريات بدون جمهور … ومثل هذه القرارات تضر بشعبية كرة القدم في المغرب، في الوقت الذي تكون فيه سببا لتلك الرتابة الفظيعة في مباريات مملة ومضيعة للوقت ليس إلا… نقول هذا دون أن ننسى أن السلامة والأمن أهم من المباريات التي تتسبب في خسائر مختلفة ، ولهذا السبب سنحاول أن نأتي بمشروع القضاء على شغب الملاعب إن شاء الله تعالى .
من جانب آخر فحتى تحليل الإعلام المغربي لهذه الظاهرة بصفة عامة يتجه نحو العاطفة فقط بتوجيه الكلام إلى الجمهور بمطالبته أن يكون فعالا بالأخلاق ويكون رياضيا في تحركاته وتصرفاته ، وهنا يغيب طرفاً هاما في هذه المشكلة ، وهو العنصر المخاطًب ( الجمهور نفسه ) وكأن الصحافة المغربية تنسى أن الجمهور نوعان : الجمهور الرياضي والذي لا يحتاج منا أي توجيه فهو يذهب إلى الملاعب لتشجيع ومساندة فريقه فقط ، ثم يرضى بالنتيجة كيفما كانت ، لكن النوع الثاني من الجمهور هو الذي لا يكترث لأي كلام ، وهو غائب تماما ولا يمكنه أن يسمع أي نصيحة وبالتالي فهو غير معني بمثل هذه الخطابات ، لأنه أصلا يعيش حياة الفوضى والعبث ، و منه فئة كبيرة تتناول المخدرات بشتى أنواعها ، وحتى منها من تتعاطى لشرب الخمر وغيره من الموبقات المختلفة … فمع من يتحدث الإعلام المغربي ؟؟ ومن يخاطب ؟؟
هذه المعضلة لا نرى أنها بدون حلول ، بل بالعكس يمكن القضاء عليها بشكل نهائي وبحضور الجمهور أيضا ، فقط يجب أن تكون لدينا الشجاعة والجرأة في تحمل المسؤولية بدءاً من الدولة ، ودون أن نترك أي شيء للصدفة أو أن نترك الفرصة للمفسدين حتى ولو كانوا مسؤولين ، ولذلك نرى أن الحلول الممكنة للقضاء على هذه الآفة تتمثل في تطبيق النقاط التالية :
- النظرة الاستباقية لكل الظروف المحيطة بالمباريات قبل وأثناء وبعد إجراء المباريات ، أي أننا مطالبون بالتنظيم المحكم والصارم للظروف المثالية للمباريات ، وهذا هو الشاهد عندنا في هذا المقال لنهزم شغب الملاعب .
- يجب أن يكون تنظيم المباريات من بدايتها حتى نهايتها من قبل الأمن المغربي وحده ، دون أي متدخل آخر ، فالأمن المغربي له القدرة الكافية لكي يجعل الأمور التنظيمية تحت السيطرة ، لأن المتدخلين من جهات أخرى هم سبب المشكل أساساً ، ونعتقد أن الأشخاص الذين تستعين بهم الجماعات الحضرية أو البلديات باعتبار أن الملاعب تابعة لها ، وهي التي يخول لها تنظيم المباريات، خاصة عند ولوج الملاعب هو الخطأ نفسه، وهو سبب رئيسي في شغب الملاعب .. نحن نقترح – من أجل سلامة المواطنين – تسليم مقاليد التنظيم للأمن المغربي المعروف بانضباطه وكفاءته العالمية ، ويكفينا مثالاً ما حققه مؤخرا من نجاح مبهر في مونديال قطر 2022 ، فالأمن المغربي يمتثل دون غيره من المواطن العادي من أجل تطبيق قوانين التنظيم بكل مسؤولية وصرامة أيضا لأنه تعود على ذلك بشكل مستمر ..
- منع إدخال الجمهور أي حقيبة أو أي شيء معه عند الولوج إلى الملاعب ، حتى الأكل يمنع إدخاله ، ويمكن شراؤه من داخل الملعب وهذا أيضا سيمنح رواجا هاما في استرزاق فئة من المواطنين التي ستتدبر أمر ذلك سلفا .
لأن إدخال الجمهور ( حقيبة الظهر) هو إعلان رسمي للشغب أثناء وبعد المباريات ، لأنها تملأ
وللأسف – بالقنابل اليدوية – والسكاكين والحجارة وغيرها ، وهذه الأدوات هي أصل الشغب في الملاعب .. وكل من لا يقبل هذا الشرط فلا حاجة للملاعب بحضوره ولا بتشجيعاته ، هذه العملية مهمة للغاية ، لأن الجمهور الحَسَن النية سيقبل ويلج الملعب دون تردد من أجل التمتع بفن كرة القدم ودون أي اعتراض ، بل وسيشعر أنه في أمن وأمان تاميْن لم يشعر بهما من قبل ، وعدم السماح بإدخال الحقائب ليس أمرا جديدا في المغرب – بل هو معتمد مثلا في المنتزهات وأماكن الاستجمام الخاصة ، مما يجعل درجة الأمن والأمان جد مرتفعة فيها . - رفض إدخال أي شخص دون تذكرة – كما يحدث اليوم وللأسف – بسبب المحسوبية ، ونقترح على المنظمين مد رجال الأمن بتذاكر مجانية كهدية لهم ، وكذا كل من يستحق دخول الملعب من لاعبين قدامى ومدربين سابقين وغيرهم ، حتى يتسنى للجميع ولوج الملاعب مع ضمان المقاعد ولو يكون ذلك بالمجان ، ومن شأن هذا الأمر أن يضمن الحقوق للجميع ولا يبقي أي عذر للمحاباة والمحسوبية .
- إدخال الجماهير أفواجا ، والسماح بالتوقف كلما دعت ضرورة التنظيم لذلك ، ونفس الشيء بالنسبة لعملية الخروج .
عندما نتصرف بهذه الطرق الصارمة من أجل الوطن والمواطنين فإننا حتما سننجح في حماية الجماهير وممتلكات الغير والتي تتعرض للتهشيم والتخريب والتدمير ، بسبب السماح للمخربين أصحاب الضمائر المريضة بإدخال حقائب مليئة بكل وسائل الدمار والتخريب .. دمتم بود