بقلم: هديل مشلح
أيام قليلة ويبدأ شهر رمضان المبارك ، أيام معدودة و يبدأ شهر الصوم الذي كتب على المسلمين جميعاً .
ينتظر المسلمون هذا الشهر بفارغ الصبر وهذه الأيام القليلة هي فترة للتحضير له وتختلف التحضيرات باختلاف العادات والتقاليد لكل دولة عربية وقد يكون هناك الكثير من الطقوس المشتركة بين الدول العربية منها افتراش الباعة بالطرق لبيع الفوانيس الرمضانية وألعاب الاطفال وتزيين الشوارع والحارات والميادين بأجمل الألوان وبيع العرقسوس والمعجنات الرمضانية الخاصة في شهر رمضان و تبدأ المحال بعمل العروض والتخفيضات على المأكولات والمعلبات والعديد من مظاهر السعادة تظهر على الجميع .
إنه شهر الرحمة والبركة شهر التسامح والغفران ، شهر الطاعة والذكر .
لكن مع مرور الزمن تغيرت بعض المفاهيم لفئة معينة عن هذا الشهر الفضيل وأصبح البعض يستغل هذا الشهر ليصبح موسماً للربح فقط بتقديم برامج ومسلسلات بعيدة كل البعد في مضمونها عن معنى الشهر المبارك .
حيث تحول مفهوم القنوات التلفزيونية أيضاً لهذا الشهر بأنه شهر موسم المسلسلات التلفزيونية وأصبحت هذه القنوات تتهافت لشراء المسلسلات وعرضها بشكل حصري ، واختلفت أيضاً نوعية المسلسلات التي تعرض على شاشات التلفزيون ولم تعد تحتوي على المواعظ الدينية أو قصص الأنبياء أو قصة خليفة من الخلفاء كما كان يقدم سابقاً ، بل أصبحت تتضمن كل مشاهد العري والرقص والكلام الذي لا يرقى لمستوى مسامع الجمهور و الكثير من حركات الاثارة والقصص التي لا عبرة فيها ولا معنى لها ، وقد تسوق لفكر معين او تسلط الضوء على فئة قد تكون شاذة في المجتمع وتركز على النقاط السلبية .
متناسين فكرة الشهر الكريم همهم الأكبر المرابح المالية التي ستملئ جيوبهم الخاوية ونفوسهم الضعيفة من وراء الاعلانات التلفزيونية التي ستملئ شاشات التلفاز طوال هذا الشهر الكريم والتي تتخلل المسلسلات أكثر من مئة اعلان في اليوم .
شهر الرحمة والغفران أصبح موسماً لتجار الدين وتجار المواسم وتجار الجملة والتجزئة .
وقد تغير أيضاً مفهوم هذا الشهر عند الكثير من الصائمين وأصبح كأنه شهر الجوع والعطش والحرمان فأصبح الناس يتهافتون على شراء الحاجيات والمؤونة بشكل غير اعتيادي من أرز وزيت وسكر و كأنها مؤونة سنة كاملة متناسين أن العبرة في الصيام هي الاحساس بالفقير والجائع والعبرة من شهر رمضان التآلف والتراحم والتعاضد .
أتمنى أن يعود مفهوم شهر رمضان كما كان سابقاً شهر التراحم والعطف والإحسان فشهر العبادة والطاعة ليس موسماً تجارياً للاستغلال .
كل عام وأنتم بخير أعاده الله عليكم باليمن والبركات .