صدر عن دار “الكتبي” للنشر والتوزيع والمطبوعات بالقاهرة, الطبعة الثانية لرواية الكاتب جمال حسين علي “أموات بغداد”, في 477 صفحة (من القطع المتوسط) جاء تصميم الغلاف لمؤلف العمل والتصميم الداخلي قام به خلود أشرف وأيمن محمود, فيما صدرت الطبعة الأولي عام 2008 عن دار “الفارابى”.
ويقول الناقد محمد خضير إن رواية “أموات بغداد” تروى سيرة رجل خارق متخصص في “علوم احتمالات الحدود الفاصلة بين اليقظة والحلم” وشملت بحوثه تعديلا جينيا لخصائص الفرد والجماعات العرقية, وتنبؤا بمستقبلهما البيولوجي والإجتماعي, والرجل اكتسب معرفته هذه من صداقة الموتى في المشرحة خلال دراسته للطب في موسكو, إضافة إلى دراسة الفيزياء والرياضيات, واستكملها بعد هربه من روسيا ودخوله العراق مع دخول قوات الاحتلال إلى بغداد في 2003.
وتتجلى معرفة الرجل الخارق بأنطولوجيا الموتى, بكثرة التنصيصات التي افتتحت بها فصول الرواية “المؤلفة من ثمانية كتب” وشكل منها الغطاء الشعري للغة الموتى المسطرة على صدورهم كلوح (ويجا) الأسطوري.
وتعتمد سيرة الرجل الخارق على فرضيتين خياليتين, استنتجهما جمال حسين من “الخلل المزمن في الآلية التي حدث فيها التغيير في العراق”. الفرضية الأولى تفيد أن “المجتمع العراقي قد أطاح به تليف, وأن قوى خارقة تلعب النرد بجيناته المنفلتة من مخبئها بما يعني إمكانية حدوث شيء غير متوقع ومؤذ في أية لحظة”, وعليه فإن الفرضية الثانية تشير إلى ضرورة تحديد “الجينات الشريرة أو القاتلة” وإطلاق “الجين الواشي” أو “الجين الكابح” لكشفها ووقفها. ولقد توفرت للرجل الطبيب البنية المناسبة في مجمع الطب العدلي في بغداد لبدء العمل على “برمجة الحياة لتحضير جديد للخميرة التي تعد عجينة البلاد” وتحقيق “إنسان كلي سليم” شبيه بآدم الكوني المركب من كيمياء الحواس والأعضاء والأماكن.