بقلم : فريد فؤاد زمكحل
صدَّقوكِ الأغبياءُ .. صدَّقوكِ وكذِّبوني
لم يروني في عيونكْ أو يَروكِ في عيوني
أنا منَّ خلقتكِ من خيالي ومن شجوني
وأقمتُكِ من حروفي ومن أهاتي وقلتُ كُوني
من ضلوعي ومن جيناتي ومن فنوني
من دموعي ومن سُهادي ومن ظنوني
حدِّثيهم عن هواكِ حدِّثيهم عن جنوني
عن أنامل في سلامهم بحنانك يَغمروني
عن رموشٍ من جمالهم في عيونكْ يرسموني
حدِّثيهم بملء فيكِ واتركيهم يقرأوني
حدِّثيهم عن هيامك ودَعِيهم يَعرفوني
عن هاتين الوجنتين وكيف صاروا يَمدحوني؟
كيف صاروا مع خجلهم يا حياتي يَسحروني ؟
مع كل قبلة من شفايفي حبايب يَعشقوني
حدِّثيهم لا تخافي أو دَعِيهم يَنصحوني
عن هاتين الشفَّتين وكيف كانوا يَرهقوني؟
حين كانوا بغيرِ ذنبٍ في خِصامكْ يَظلموني
وبغيرِ قصدٍ أو بقصدٍ في حوارهم يَجرحوني
وبألف قبلة بعد قبلة من عتابك يمطروني
وكيف صاروا غصب عنكِ في اشتياقهم يَطلبوني؟
يُشعلوكِ مع حيائهم .. يا حياتي أدمنوني
حدِّثيهم لا تخافي حدِّثيهم عن جنوني
أنا منَّ أقمتكِ من حروفي وقُلتُ كوني
حدِّثيهم لا تخافي أو دَعِيهم يَسمعوني
علّهم لو يفهموكِ.. كذبوكِ يا حياتي وصدَّقوني