بقلم: كنده الجيوش
في كندا والكثير من الدول الغربية ظاهرة جميلة اخلاقيا وإنسانية في آن معا تسمى «صندوق الأمانة» وربما أغلبنا شاهدها ويعرفها. وهي تشابه ظاهرات تدل على جمال الأمانة في الكثير من مجتمعاتنا العربية.
صندوق الأمانة هو اما صندوق او صحن صغير يضعه من يبيع منتج ما على طاولة اما امام منزله او متجره. ومن يريد شراء منتج يأخذه ويضع ثمنه في الصحن اوً الصندوق دون ان يكون هناك بائع اوً رقيب. وأحيانا كثيرة يكون هناك طفل صغير او طفلة وربما لا يعرفون حتى العد يجلسون بالقرب من الطاولة.
وظواهر اخرى تقاربها حيث يترك اصحاب محلات — غالبا في القرى والضواحي — محلاتهم مفتوحة مع ورقة تطلب من الزبائن ان يقوموا بقرع جرس اوً غيره لإعلام صاحب المحل من اجل الحضور.
هي فكرة جميلة تقول «انا اثق بأمانتكم وأخلاقكم» ورزقي بين أياديكم!! نعم!!
هذه الظاهرة اوً ما يقاربها موجودة في بلادنا العربية اغلبها واخص الشام التي عرفتها قبل الحرب المؤلمة والخراب، من المعتاد عليه ان تسير مثلا في سوق الحميدية الشعبي الضخم والأسواق التقليدية المتفرعة عنه لتجد محلا مفتوحا دون صاحبه وفقط كرسي في الباب ليدل على المحل دون صاحبه. وعادة اصحاب المحلات هم يرقبون محل جارهم. واغلب الأحيان يكون مسلما ذهب للصلاة في الجامع الأموي وجاره المسيحي يرقب محله ان احتاج الأمر.
هذا التكافل الذي يتبع الأهل والأخوة بين الأديان هو نفسه ما يدفع المسيحي ليوزع التمر على الصائمين على إشارات المرور من المسلمين في سوريا ومصر والكثير من الدول العربية.
وللعودة الى الأمانة فانه في احيان كثيرة يكون الكثير من هذه المحلات ومنتجاتها الثمينة وغير الثمينة دون رقيب. «انا اثق بأمانتكم وأخلاقكم».
هذا الأمان وهذه الامانة والتكافل بين الأديان ربما لم يكونا متواجدين في أسواق قريبة وربما اصغر سواء في الدول الغربية اوً العربية. وربما ليست موجودة في الكثير من المؤسسات والأعمال وحتى لدى السياسيين الكبار… ولكنها موجودة في بعض الأماكن وما أجملها وكم تفرح القلب.. عندما توجد.
عيدكم وفطرنا جميعا مبارك.
كل عام وأنتم بخير