بقلم: خالد بنيصغي
أطل علينا اللاعب المصري السابق المسمى “ أحمد حسام “ والملقب ب “ ميدو “ بتصريحات صبيانية وتافهة ، لكنها في المقابل تمس بشرف المغرب والمغاربة ، فقد صرح بكل نذالة ووقاحة أن الكرة المغربية تعتمد على السحر للفوز على الخصوم ، وحذر الأهلي المصري من سحر المغاربة في لقاء العودة من نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية التي أُقيمَتْ يوم ( الأحد 11 يونيو 2023 ) بالدار البيضاء المغربية ، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1) وبهذه النتيجة عاد اللقب للأهلي المصري عن جدارة واستحقاق .
لكن تصريحات “ ميدو “ تبقى صبيانية وتافهة لأنها بكل بساطة لا تمثل الحقيقة ، بل تبين حجم الغباء الذي وصل إليه هذا اللاعب الذي لا يحترم نفسه ولا الآخرين ، ويعتقد أن الأيام تتشابه وينسى أنها تتتابع ، فكيف يقول بالسحر وخزانة المنتخب المغربي ليس فيها سوى كأس أمم إفريقية واحدة منذ سنة 1976 ؟؟ وكيف يقول بهذا وخزانة الفرق المغربية من كؤوس عصبة الأبطال التيفازت بها لا زالت بعيدة عن عدد المرات التي فاز بها الأهلي المصري ؟؟ أليس هذا غباء منه ؟؟ ومع ذلك لم ننعت الكرة المصرية بأي نعت غير لائق بالرغم من اعتراف بعض اللاعبين ( فاروق جعفر ) بشراء الحكام في مبارياتهم الإفريقية سابقاً.
نحن المغاربة نحترم الأندية المصرية ومنتخبها القومي ، خاصة الأهلي المصري ، ونصفق له بحرارة على هذا التتويج ، لكن اتهام المغاربة بالسحر خط أحمر ، فالمغاربة شمًّروا على ساعد الجد في جل الميادين ، وليعلم “ ميدو “ أن اشتغال المغرب على إنشاء أكاديميات على أعلى مستوى هو الذي ساهم بشكل مباشر في هذه النتائج الرائعة ، فلَعِبُ المنتخب المغربي لنصف نهاية كأس العالم الأخيرة لم يكن بمحض الصدفة ، ولا بالخزعبلات التي أتى بها ميدو باتهامه المغاربة بالسحر ، بل تحققت بالعمل الجاد وبالصبر أيضا ، فهناك 11 لاعباً في المنتخب هم ثمرة أكاديمية محمد السادس والفرق الوطنية : ( يوسف النصيري–ياسين بونو– نايف أكرد– عز الدين أوناحي– رضا التكناوتي–أشرف داري – بدر بانون – يحيى عطية الله – عبد الرزاق حمد الله – جواد الياميق– يحيى جبران ).
إذا كان لهذا اللاعب ذاكرة الأسماك التي تنسى بسرعة فإننا نذكره بسحر المغرب وجماله وسحر المغاربة في عملهم الجاد ، واحترامهم للآخرين ، لكن الذاكرة الرياضية وللأسف لا تحتفظ للاعب “ ميدو “ إلا بالمباراة الشهيرة بين مصر والسينغال التي شهدت اشتباكا لفظيا شهيرا بين حسن شحاتة مدرب منتخب مصر وقتها وأحمد حسام ميدو مهاجم المنتخب وذلك أثناء استبدال ميدو ودخول عمرو زكى بدلاً منه، ليعترض ميدو على التغيير ويتمتم بكلمات اعتراضية ويصر “المعلم” على خروجه ، والجدير بالذكر هو أن اللاعب عمرو زكي بعد دقيقة واحدة فقط من دخوله سجل هدف الفوز للمنتخب المصري (الهدف الثاني ) والذي بفضله تأهل منتخب الفراعنة إلى المباراة النهائية وليحرز بعد ذلك لقب إفريقيا للأمم ، مما يعني أن المدرب “ حسن شحاتة “ كان على صواب في قراءته الفنية التي أتت بفوز في غاية الأهمية على السينغال .
العلاقة بين ميدو والمعلم شهدت مراحل كثيرة بعد واقعة 2006، لم يتم استدعاء ميدو في نسخة 2010 وحدثت بينهما أزمة، وبعد ذلك كان لاعبا معه في الزمالك.
ولم يقدم “ ميدو “ اعتذاره لمدربه “ حسن شحاتة “ إلا بعد مضي تسع سنوات من القطيعة بينهما، بعد أن تقابل الطرفان وجهًا لوجه، وقتها كان ميدو مديراً فنياً للإسماعيلي، بينما كان شحاتة يتولى تدريب المقاولون العرب.
وقبل انطلاق المباراة توجه ميدو لمقاعد الجهاز الفني” للمقاولون العرب “ وقام بتقبيل رأس حسن شحاتة بعد سنوات من القطيعة التامة بينهما، معلناً اعتذاره لمدربه الأسبق وإعلان الصلح بين الطرفين.
• هذا هو “ ميدو “ للأسف الذي أصر على كتابة تاريخه بتصرفاته الطائشة أكثر من نجاحه على رقعة الميدان ، لأن هذا التاريخ لم يضعه في ذاكرة الكبار من اللاعبين المصريين الذين أبلوا البلاء الحسن كرويا وأخلاقيا ، والذين لا زالت الذاكرة العربية والإفريقية تذكرهم وتضعهم في قمة القمم ، نذكر منهم : محمد أبو تريكة و محمد صلاح وعصام الحضريومحمود الخطيب ومحمد زيدان وحازم إمام و نادر السيد و أحمد شوبير وعصام الحضري وغيرهم . وحتى الفرق التي لعب لها في أروبا لم تكن بالفرق الكبيرة ( جينت البلجيكي – أجاكس – مارسيليا – سيلتا فيغو …. ) وللأسف حتى في رحلته الكروية هذه فقد كانت مليئة بسخافاته وتصرفاته الصبيانية ( باعترافه شخصيا ) فقد تعرض ميدو للطرد ضد تفينتي بعد أن ركل اللاعب “ كروجيك “ ومُنِحَ حظرا لمدة ثلاث مباريات ، واستبعد من التشكيل ضد فينورد بعد اشتباك مع المدرب “ كومان “ ، وفي وقت لاحق استبعد من القائمة ضد “ جروننجن “ وتم إرجاعه للفريق الرديف لأسباب تأديبية ، كما اعترف في فترة أخرى أنه ألقى مقصّاً على زميله “ زلاتانإبرا هيموفيتش “ بعد حدوث خلاف بينهما في مارس 2003 ، وغير هذا كثير ، هذا هو ميدو للأسف ، ولكنه لا يزال مستمرا في هذه الخسة حتى وهو صحافي – تجاوزا – لأن مثله لا يستحق أن يكون له مكان في الجسم الصحفي السليم .
• المغرب أكبر من أي كبير بفضل الله ، ثم بفضل رجاله الذين يبدعون اليوم في جل المجالات ، آخرها صناعة السيارة المغربية مائة بالمائة .
ناهيك عن صناعة قطع العيار للطائرات ، والشروع في إنتاج اللقاحات ، والإنتاج العسكري أيضا ، وتطوير المجال السياحي والخدمات ، وغيره كثير من مشاريع وشراكات دولية عملاقة كالنفق البحري المغربي البريطاني ….. اللهم لا حسد وحفظ الله المغرب والمغاربة .. دمتم بود .