بقلم: عبدالله الديك
نبذه صغيره عن عيد النيروز .أحتفل الأقباط المصريين منذ أيام بعيد النيروز ، أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، و قد أتت لفظه نيروز من كلمه قبطية (ني..ياروز ) = الأنهار و ذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر …..
و لما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم ( مثل انطوني و انطونيوس ) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية ..
و الارتباط بالنيل أبدلوا الراء بالام فصارت نيلوس و منها انشق العرب لفظه النيل العربية .. أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد ( ني=جديد . روز = يوم) و هو عيد الربيع عند الفرس و منه جاء الخلط من العرب .. و هو أيضا عيد رأس السنة القبطية .
عيد النيروز ليس احتفالا حديثا بل هو عيد و مناسبة مصريه ممتدة في القدم تعود الي آلاف من السنين إن أول من احتفل بذلك العيد هو العلامة المصري القديم ( توت الذي قسم السنة الي 12 شهر و جعل بداية أيام فيضان النيل هو أول أيام السنة و من يومها دعوا الشهر الأول باسمه ( اي شهر توت ) … و كان المصريون عبر التاريخ يقيمون الاحتفالات و المهرجانات العظيمة احتفالا بهذه المناسبة و بعدها دخلت المسيحية مصر استمر الأقباط في الاحتفال بالعيد حتي جاء عهد الملك دقلديانوس الذي اضطهد المسيحيين و قتل منهم الآلاف و كان أخرهم هو البابا بطرس ال17 و قبل استشهاد البابا بطرس صلي الي الله طالبا أن يوقف الاضطهادات و العذابات التي يمر بها المؤمنون المسيحيين فاستجاب له الله في تلك الفترة التاريخية إلا أن الاستشهاد استمر بعد ذلك و لكن بدرجات اقل بكثير .. و منذ ذلك اليوم و نحن نحتفل في نفس العيد ( عيد النيروز) بذكري الشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم في سبيل إيمانهم بالملك السماوي …يسوع المسيح..
و لما دخل العرب مصر استمر الأقباط في الحفاظ علي عاده الاحتفال برأس السنة القبطية و كان العرب كلهم يشاركون المسيحيين تلك الاحتفالات حتي أن الدولة نفسها كانت تعتبر ذلك اليوم عيدا رسميا تمنح فيه المنح و الهبات و تجعله موسما عاما للبهجة و الفرح و السرور و لكن كنيستنا الامينه حافظت علي عادتها فلم تحول ذلك العيد الي مناسبة اجتماعيه عامه بل ما زلنا حتي يومنا هذا نحتفل به كمناسبة روحيه كنسيه نتذكر فيه أباءنا الشهداء الأبرار و نتعلم من قصص إيمانهم ضد الشيطان العدو و نقضي ليله العيد في الصلاة و التسبيح لنستمد قوه و طاقه روحيه نعيش بها عاما كاملا مقبلا ..
و اذا كنا نحتفل مع العالم كله بذكري رأس السنة الميلادية ( اول يناير ) فاحتفال رأس السنة القبطية هو احتفال و عيد خاص جدا بنا نحن الأقباط …
ليتنا نعلم قيمه هؤلاء القديسين الذين وقفوا أمام الظلم و العذاب من اجل محبتهم في الملك السماوي
….. لماذا نأكل البلح الأحمر ( الزغلول ) و الجوافة في عيد النيروز ….
البلح في لونه الأحمر يذكرنا بدم الشهداء الذي سفك حبا في فاديهم و في حلاوته يذكرنا بحلاوة الإيمان و في صلابة باطنه ( النواه ) نتذكر صلابة الشهداء..
و تمسكهم بإيمانهم الي النفس الأخير لأنك لا تقدر أن تكسر قلب النواه ..والجوافة بقلب الثمرة الأبيض يرمز لنقاء القلب وصفائه .
كل سنه و انتم طيبين و مصرنا الغالية بألف خير ..