بقلم: ابراهيم كحيل
بعد الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الجماعات والعصابات الإرهابية المسلحة وعلى وقع الضربات العسكرية “الصادمة” والأهداف الذهبية المتلاحقة التي تسددها دمشق وحلفاؤها والتي قوبلت بتهديدات بالتدخُّل عسكرياً في سورية، كشفت معلومات صحفية روسية عن تشغيل جسر جوي بين إيران وسورية باشر بنقل فرَق بريّة ومنظومات صواريخ متطوّرة إلى جبهات حلب، بمواكبة استحداث غرفة عمليات سورية – روسية – إيرانية باتت تُدير العمليات العسكرية على طول الجبهات الشمالية. وقد سرب عن جهاز الاستخبارات الامريكية أن كل التقارير الاستخبارية التي ترد إلى الجهاز المذكور تؤكد صدور قرار روسي – ايراني حاسم بإقفال الحدود مع تركيا بالنار، تليه ترجمة خطة عسكرية أعقبت اتصالات أمنية مكثّفة بين طهران وموسكو، مع تأكيده أن مجموعات المعارضة المسلحة في غالبية الجبهات السورية سيتمّ القضاء عليها نهائياً في غضون أشهر معدودة.
وفي وقت يتوقف المحللون والخبراء العسكريون باهتمام أمام العمليات العسكرية “الصادمة” التي أطلقتها القيادة العسكرية السورية وحلفاؤها بشكل مباغت ومتزامن في الجبهات الشمالية وصولاً إلى الجنوب، دخلت “إسرائيل” على خط التنسيق التركي – السعودي بعدما حرر الجيش السوري منطقة الشيخ مسكين بريف درعا؛ مركز ثقل الجماعات المسلحة المرتبطة بأجهزة استخبارية “إسرائيلية”، فالعملية العسكرية التي أفضت الى تحرير المنطقة المذكورة لم تكن بالأمر العسكري السوري العابر الذي يُمكن “هضمه” في دوائر تل أبيب، سيما أنه أُلحق بضربة قاسية أخرى تمثّلت بانتزاع بلدة عتمان، والتي استتبعت بالتالي تضييقاً على مسلحي داعش في البلدة التي تشكّل حيثية “استراتيجية” بالنسبة إلى “إسرائيل”.
لكن حسب إشارة بيار كونيسا؛ المسؤول السابق في وزارة الدفاع الفرنسية، واستناداً إلى تقارير ميدانية وصفها بـ”الموثوقة”، فإن الضربات الاستخبارية السورية ضد قادة الجماعات المسلحة تسير جنباً إلى جنب مع العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري في كافة الجبهات المشتعلة، فـ”الضربة الذهبية” التي سدّدتها مقاتلة سورية ضد رجل السعودية الأبرز زهران علوش على أعتاب العام الجديد، وأدت إلى مقتله مع ثلاثة عشر من قادة فصائل مسلحة أخرى، والتي تلت رصداً استخبارياً سورياً دقيقاً لتحركاته السرية، ما تزال ماثلة في الأذهان، سيما أنها أُلحقت بضربة لا تقل أهمية عن سابقتها، عبر استهداف الجيش السوري لاجتماع مصالحة ضم قادة فصائل مسلّحة في مدينة سلقين بريف إدلب، بصاروخ “توشكا” أودى بحياة عشرات “الأمراء”، غالبيتهم من “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”، عدا عشرات القادة الآخرين الذين تمّت تصفيتهم في معاقلهم مباشرة، أو بالوكالة.
وفي السياق، لفتت معلومات صحفية روسية إلى أن معظم رؤوس الجماعات المسلحة، مضافاً إليها “المُفتين الجهاديين” السعوديين، وُضعوا على لائحة التصفيات، وأُوكلت لهذه المهمة فرَق عسكرية خاصة أنتجها التنسيق الاستخباري بين دمشق وطهران وموسكو وفيما تتجه أنظار المراقبين الدوليين إلى ما قد يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سورية، بعدما باتت قوات الجيش السوري وحلفائه على بُعد كيلومترات معدودة من حدود بلاده، حريّ التوقف أمام إشارة لافتة أضاءت عليها صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية، استناداً إلى تقرير استخباري بريطاني، حيال جهوزية “عملية عسكرية سورية في حلب باتت وشيكة، ستتسم بالضخامة والمباغتة، بمؤازرة آلاف المقاتلين الإيرانيين، وبمساندة جوية روسية غير مسبوقة”، من دون إغفال الإشارة إلى أسس “إمارة” بديلة باشر تنظيم “داعش” بغرسها في مدينة سرت الليبية، لنتوقع ما ستحمله الأشهر القريبة المقبلة من مفاجآت عسكرية على أبواب “الرقة”.