بقلم: سليم خليل
إبادة الأفاعي في الهند
في مطلع القرن الماضي وقبل استقلال الهند من بريطانيا العظمى تكاثرت الأفاعي في العاصمة نيو دلهي ؛ بالنسبة لسكان الهند لم تشكل الأفاعي أي خطر لأنهم معتادون منذ الطفولة على التعامل والتعايش مع الأفاعي، لكن الموظفين البريطانيين في الإدارات والشركات التجارية هناك تعرضوا لخطر الأفاعي ولدغاتها السامة والمميتة !! تحاشيا لهذا الخطر المميت قررت الإدارة دفع جائزة مالية لتسليم كل أفعى .
نتيجة هذا القرار هرع الهنود إلى تربية الأفاعي لحملها إلى دوائر الحكومة لتحصيل الجائزة النقدية التي شكلت دخلا ثابتا لكثير من العائلات. عندما استدركت الإدارة هذا الوضع ألغت القرار وإذا بجميع مربي الأفاعي يتركون مخزونهم من الأفاعي حرة في الطرقات وتضاعف عدد الأفاعي وتفاقمت المشكلة لتصبح الهند بلد الأفاعي عالميا.
برنامج تعويضات الحفاظ على البيئة :
عام ٢٠٠٥ قررت إدارة الحفاظ على البيئة في الأمم المتحدة دفع تعويضات للشركات التي تنتج غازات يشكل تبخرها ثغرات في الأوزون لتسليم مخزونهم من هذه الغازات لإتلافها وكانت التعويضات بملايين الدولارات. شجع التعويض المنتجين على مضاعفة إنتاج الغازات لتسليمها وإتلافها لتحصيل المكافأة المغرية! نفَذَت ميزانية التعويضات وتقرر إلغاء قرار التعويضات عام ٢٠١٣ في الإتحاد الأوروبي أكبر منتج لهذه الغازات .
مكافحة اللأفات في الصين :
في الخمسينات من القرن الماضي قررت الحكومة الصينية الشيوعية الجديدة مكافحة كل ما ينقل الأمراض وشملت هذه المكافحة البرغش والذباب وطيور الدوري وفصيلة الجرذان والفئران ! كانت النتيجة تكاثر الذباب والبرغش بشكل هائل حجب أشعة الشمس في بعض المناطق وتضاعفت الأمراض وتطورت أمراض جديدة قتلت عشرات الآلاف وهذا ما أدى إلى المجاعة الكبرى في الصين بخسارة الكثير من المواسم
الزراعية !!! تبيَن أن طيور الدوري تلتهم البرغش والذباب ودود الأشجار المثمرة وأشجار الغابات . بعد هذه الكارثة تقرر إعادة دورة الحياة الطبيعية التي أخذت سنوات لتستقر الأمور كما كانت .
سمك يأكل سمك في أفريقيا
في القرن الثامن عشر لما وصل الأوروبيون إلى أعماق أفريقيا وجدوا قبيلة تعيش بالقرب من بحيرة فيها سمك صغير فقط ؛ كان القرار لتحسين حياة تلك القبيلة أن يزوِدوا البحيرة بسمك كبير لتأمين غذاء أفضل للقبيلة التي كان غذاؤها الرئيسي السمك الصغير من البحيرة والخضراوات على شواطئها.
كانت النتيجة أن السمك الكبير أكل السمك الصغير الذي كان يأكل بيض البرغش والذباب في الماء ويحد من تكاثرها في الجو!! وهذا ما أدى إلى تكاثر البرغش والذباب بشكل هائل وأصبح كالضباب وحجب أشعة الشمس وأصبح التنفس صعبا على أهل القبيلة الذين هاجروا المنطقة ليستقروا في منطقة أخرى .
مكافحة الجرذان في فيتنام
في مطلع القرن العشرين لما احتلت فرنسا فيتنام واجهت السلطة الفرنسية الجديدة مشكلة كثرة الجرذان ؛ لمكافحة تكاثرها، قررت السلطة دفع جائزة مالية لكل ذيل جرذ . تخيلت السلطة أن السكان يقتلون الجرذ لقطع ذنبه لكن ما حدث أن السكان كانوا يقطعون الذيل ويتركون الجرذ حيا وهذا ما جعل الجرذان أكثر شراسة وخلق مواجهة مشكلة جديدة أصعب من السابق في النهاية تقرر إلغاء دفع الجائزة .
هناك قصص كثيرة شبيهة حدثت في تاريخ إنتقال البشر من قارة إلى أخرى حيث المناخ والطقس مختلف عن الوطن الأم ونقل النازحون بكتيريات جديدة وغريبة على الأرض الجديدة حيث عانى منها السكان الأصليين كما عانى النازحون من بكتيريات غريبة على جهاز مناعة أجسادهم في الإقامة الجديدة .