بقلم: الكاتب الصحفي مجدي بكري / مكتب القاهرة
لفتت انتباهى قصة رأيتها مصادفة على شبكة التواصل الاجتماعى، ربما تكون خيالية ولكنها تحمل معنى عميقا يحتاج كل إنسان أن يتأمله .. تقول القصة: «يوما ما سأل فتى والده: ما قيمة حياتى؟.. وبدلا من أن يجيب عليه طلب منه أن يأخذ إحدى الصخور التى يمتلكها والده وأن يذهب بها إلى السوق، وإذا سأله أحد عن ثمنها فما عليه إلا أن يرفع أصبعيه (السبابة والوسطى) وأن يعود ليقول له رد الفعل .. فذهب الفتى إلى السوق وطلبت منه سيدة عجوز شراء الصخرة وقالت له إنها تحتاجها لوضعها فى حديقتها، فلما أشار لها بأصبعيه قالت له: تريد دولارين ثمنا لها؟ فلم يجبها وعاد إلى والده وقص عليه ما حدث… فقال له: إذن اذهب بنفس قطعة الحجر هذه إلى متحف الأحجار واعرض عليهم شراءها، فذهب الفتى ولما سألوه عن سعرها رفع أصبعيه فقالوا له: تري د مائتى دولار ثمنا لها؟ فلم يجب وعاد إلى والده وأخبره بما حدث فطلب منه أن يذهب إلى أحد التجار الذى يشترى الأحجار الثمينة، وأن يعرض عليه شراء قطعة الحجر فلما رآها صاحب المتجر وفحصها بعناية سأل الفتى عن سعرها فأشار له بأصبعيه فقال له: انها قطعة نادرة .. تريد ألفى دولار ثمنا لها؟ فلم يرد الفتى وعاد لوالده ليفهم ما حدث .. فقال له: قطعة الحجر هذه عندما عرضت فى مكانها المناسب فانها تم تقديرها بالسعر المناسب، باعتبارها قطعة ألماس ولكن عندما عرضت فى المكان الخطأ فقد تم تقديرها بأبخس ثمن باعتبارها مجرد قطعة حجرية.
وأنت هكذا.. لديك طاقة جبارة .. وكنز دفين .. ومواهب لا يملكها أحد غيرك .. لأننا جميعا مختلفون .. فعندما نفخ الله من روحه فى بداية الخليقة فى الطين فنشأ أبونا آدم عليه السلام، سكنته بعضا من روح الله .. وتناسل الخلق جيلا بعد جيل .. وظلت هذه الروح تنتقل من الأجداد الى الآباء الى الأحفاد حتى وصلتنا وسكنت كلا منا .. فهى السر الإلهى الذى احتفظ الله عز وجل به لنفسه ولم يخبر به أحد من خلقه .. الله أقرب إلينا من حبل الوريد .. ونحن أقرب ما نكون اليه ونحن ساجدون ..
أنت ستكون كما تريد لنفسك .. هل تريد أن تكون قطعة حجر يتقاذفها الأطفال .. أن تريد أن تكون قطعة ألماس يعرف الناس قدرها وقيمتها وتوضع فى مكانها المناسب .. اسع دائما لما تريد.