قام السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط، اليوم /الاثنين/ برفع العلم الفلسطيني على مبنى سفارة بلاده في العاصمة البريطانية (لندن)، مؤكدا أن رفع العلم يمثل خطوة جديدة نحو الحرية وتجسيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
رحب السفير الفلسطيني – في كلمة خلال مؤتمر صحفي أمام السفارة الفلسطينية في لندن – بقرار الحكومة البريطانية الاعتراف بدولة فلسطين الذي طال انتظاره، وقال “إن فلسطين كانت موجودة على الدوام، وستظل موجودة دائما وأبدا..إن العالم أمام لحظة تاريخية بعد الاعتراف بدولة فلسطين، لا تخص فلسطين فحسب وإنما هي لحظة تخص بريطانيا، ومسؤوليتها المقدسة، بإنهاء إنكار حق الشعب الفلسطيني الذي لا يمكنه التصرف في الحرية وتقرير مصيره، والاعتراف بتعرضه لظلم تاريخي”.
وأضاف زملط “بالإنابة عن الرئيس الفلسطيني وشعبه، أود أن أرحب بكم جميعا في هذا الحدث الخاص، ونلتقي اليوم أمام بعثة فلسطين لدى المملكة المتحدة في لندن، لنحيي لحظة تاريخية في نفس العاصمة التي شهدت إعلان بلفور، وأكثر من قرن للإنكار المستمر”.
وأكد أن فلسطين ستظل موجودة بقلوب الملايين من شعوب العالم، وهذا الاعتراف لا يقتصر على تأكيد ما نعرفه، وإنما الأمر يتعلق بتصحيح الأخطاء التاريخية والالتزام المشترك تجاه مستقبل يستند إلى الحرية والكرامة وحقوق الإنسان الأساسية.
وأوضح أنه بينما نرحب بهذا القرار ونقر بجسامة هذه اللحظة، علينا أن نتذكر أن هذا الاعتراف يأتي في وقت يشهد معاناة لا يمكن تصورها، بينما ترتكب إبادة جماعية لا تزال تحظى بالإنكار ولا يعاقب عليها، وهي تأتي بينما يتم تجويع الشعب الفلسطيني في غزة، وقصفه داخل أرضه، بينما يتعرض الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية للتطهير والعنف الذي تدعمه الدولة الإسرائيلية، وسرقة الأراضي والقمع الخانق وتعرض حرية فلسطين الأساسية للإنكار.
ولفت إلى أن هذه اللحظة ستظل عملا للحقيقة ورفضا لأن تكون الإبادة الجماعية هي الكلمة النهائية، ورفض الاحتلال الدائم ومحو الشعب الفلسطيني وإنسانيته.
وقال السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط “إن الاعتراف الدولي هو أكثر من لحظة دبلوماسية بل هو اعتراف بدولة فلسطين وشعبها المتجذر على أرضه في وجه جميع المحاولات التي تحاول تصفية تاريخه وتقاليده”، مشيدا بالقدرة الكبيرة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني من خلال الصمود من أجل إقامة دولته المستقلة.
وثمن زملط، الدعم البريطاني اللامحدود للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى المساهمات البريطانية التي وفرتها لـ 34 طالبا فلسطينيا من قطاع غزة من خلال السماح بمشاركتهم في منحة تعليمية تحظى بمنافسة قوية بين الدول.
ولفت السفير الفلسطيني إلى المعاناة الكبيرة التي تواجه الطلاب الفلسطينيين في الحصول على المعلومات واستكمال المراحل الدراسية مع استمرار حرب الإبادة الجماعية والقصف وانتشار المجاعة في جميع أرجاء قطاع غزة.
وأوضح زملط أن الاعترافات الدولية ليست نهاية كفاح الشعب الفلسطيني، وإنما خطوة على طريق تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال، مشددا على ضرورة العمل لتحقيق تسوية عادلة للاجئين الفلسطينيين تماشيا مع القانون الدولي.
ودعا السفير الفلسطيني إلى وقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال ومحاسبة المعتدين واستخدام كافة الوسائل بموجب القانون، بما في ذلك العقوبات الشاملة، وكذلك حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل، مثمنا التحركات البريطانية الداعمة للقضية الفلسطينية.
المصدر : أ ش أ