بقلم: كلودين كرمة
هذا عنوان مقال قصير كتبته ابنتى التى تبلغ من العمر اثنتى عشرة سنة لتعبر عن ما تقاسيه طوال أشهر الدراسة ..فكلمة تعليم هى مرادف لكلمة تعذيب… وذلك.لما يتعرض له الطالب من تهديد و وعيد ..والقلق.والسهر لساعات طوال تكاد أن تقضى عليه ..وكثرة المعلومات التى تحتاج إلى عقل الكترونى ليخزنها ويرتبها ويحتفظ بها حتى موعد الامتحان ليجترها ..فيصفى ذهنه ؛ ولكنه يظل يحبس أنفاسه حتى يحين الوقت .. الوقت الذى يكرم فيه الفرد أو يهان…
فاليوم الدراسي يصل إلى سبع ساعات ولا تقل ساعات الانتباه والتركيز عن ست ساعات..فهل هذا يعقل أن الطفل الذى يبلغ خمس أو ست سنوات ان يتابع المواد الدراسية المختلفة ويؤدى امتحانات أسبوعية. ويتحمل تنبيهات وتوبيخات المدرسين والمدرسات على مدى اليوم الدراسى ومطلوب أيضا أن يكون مبتسما ومهذبا وحسن السلوك..عجبا…
ناهيك عن الموضوعات محل الدراسة..فهى غير مناسبة للسن العقلى ولا النفسى..ولا تشبع احتياجاته ..ولا تخاطب عقله..ولا تستهويني..فهذه المواد تكون كالحجر على قلبه.. فيكره الدراسة.. فهى موضوعات عقيمة لا تناسب شخصيته ولا تتماشى مع التقدم العلمى والتكنولوجي الذى يستمتع به ويحصل عليه بشغف من مصادر اخرى.
وتتحول تدريجيا المدرسة إلى مكان غير محبوب.. لما يتعرض فيه الطالب للضغط النفسى والعصبى المستمر.. فهو لا يجد اى نوع من الاستفادة من ما يدرسه.. ولا اى إضافة إلى معلوماته ولا اى نشاط حقيقى يعمل على تنمية مهاراته..
والأدهى من ذلك أن وزارة التربية والتعليم لا تقدر المواهب أو تسانده بصورة فعلية ..فكلها شكلية واحتفالات وشهادات تقدير ..وذلك كله بغرض إظهار أن هناك نشاطات فى المدارس….لكن عندما تتعارض مواعيد البطولات والامتحانات فنرى أكثر من عقبة فى طريق الطالب …و عليه الاختيار بين أن يتوج مجهوده الرياضى أو لن يحصل على دراجات الامتحان التى تؤهله للحصول على الشهادة!!!
نضيف إلى ذلك…كمَّ الكتب والدراسات التى يجب على الطالب حملها ذهابا وإيابا يوميا ..إنها أحيانا وبدون مبالغة لا تناسب جسم التلميذ مما يعرضه لإصابات فى العمود الفقري التهابات فى العضلات.. مما يدفعه للذهاب إلى الطبيب المعالج الذى بدوره يثور ويتعجب مما يتعرض إليه الطالب نتيجة الحمل الزائد الذى يسبب له الآم مزعجة ..وذلك يلزمهم بفترة علاج طويلة ..وكلنا ندري ماهى الآثار الجانبية الغير مستحبة للأدوية التى يتناولها الأطفال فى مثل هذه السن…
وهناك نقطة اخري غاية فى الأهمية وهى أن القائمين على العملية التعليمية ليسوا كلهم على دراية بما يناسب نفسية الطفل…فيتلفظون بألفاظ مسيئة تؤذي وتجرح وتفقد الطالب ثقته بنفسه وتجعله يشعر بالخجل والنقص ويقتنع انه لا يستطيع أن يحقق اى نجاح …
وأخيرا نستنتج أننا فى مأساة.. ولا حل ولا علاج ولا حياة لمن ننادي.. لنا الله…