بقلم: كلودين كرمة
نعم اختلف المكان تماما وصار ابهى واصبح اكثر اشراقا..باطلالة الاحبة …فوجودهم اظهر ماكان خفى ، وزاد الالوان بريقا والشمس اشراقا والقمر ضياءا والورود روعة والنسيم رقة والسماء صفاءا..
هذه حقيقة ايقنتها انه باختلاف الاشخاص يختلف الاحساس بالمكان والزمان… فان عاشرت اناسا يتصفون بنقاء القلب وسمو الاخلاق وجميل الصفات فشعورك بالسعادة يكون حقيقى ويبعث فى النفس الفرحة وتتوازن المشاعر و وتتسابق الافكار لنؤكد حقيقة السعى نحو مسقبل ملئ بالتفاؤل تتألق فيه الطموحات فى ابهى صورها وتفسح الطريق للسعى نحو الامل المرتقب والذى يبدو قريب جدا قرب القلب الى النفس .
ان النفس عندما تعشق والعين حين ترجو والقلب اذ يحنو فان الكون كله يكتسى بلون الذهب ويضوى كالالماس فيبهر لماعنه الالباب ولا تستطيع العيون ان تحول نظرها عنه وتنجذب نحوه كل المشاعر كما تندفع الفراشات نحو مصدر الضياء وتكون حلاوته كحلاوة الرحيق الذى يرتوي به من ينهل منه ليشبع عطشه.
فجمال الدنيا لا يكمن فقط فى حقيقتها بل فى اغوار النفس ايضا ، فهى كما هى منذ الازل ؛ ولكن عندما نثرى عقولنا بالايجابيات ونغنى قلوبنا بالمشاعر الصادقة وننعنش نفوسنا بالكلمات الحانية ، فان تلك الصورة الرائعة التى تكمن بداخلنا تنعكس امام عيوننا وكأننا نراها بالفعل..او بالاحرى اننا نستمتع بجمال الدنيا – الذى هو بالفعل كائن – و كان يحجبه عنا يأسنا و وتواريه همومنا …
اما عندما نستسلم الى اليأس ونسمح بالاحزان ان تكسونا بلون السواد فهل يتسنى لنا ان نرى ولو شعاعا من الامل يشق الغيوم القاتمة اللون ليبعث ولو بصيصا من الامل وان لا يفقدتا الثقة بان هناك وراء هذه السحب كأئنة شمس باهرة الضياء قوية تستطيع ان تمد ايديها حتى تخترق كل هذا الظلام لتعيد بهجة الحياة والدفء الى قلوبنا..
نعم فالمكان لا يتغير ولكن ردود افعالنا لها كل التأثير علينا ..كذلك المحيطين بنا للاسف لهم السيطرة الكاملة علينا ..فللنتبه من نصادق ومن نعاشر ومع من نتبادل خبراتنا وممن نأخذ المشورة وبمن نثق ..لم يكن لاحد سلطان علينا الا اذا سمحنا له بأن يتسلط علينا فترتبط سعادتنا بسعادته واحزاننا بأحزانه .. ونتحول لنكون انعكاس لصورته ..وننمحى ونذوب فلا نكون .. ونصبح اشقى الناس دون ان ندرى ويظهر الامر وكأنه الحب فى صوره ولكن الحقيقة الحب برئ من هذا الضعف والاستسلام فإن كان هذا ما يسمونه الحب او يطلق عليه التضحية ..فهذا هراء فالامر يبدو برمته وكأنه مسرحيه هزلية ليس لها اى نصيب من النجاح ..
فالحب يبنى ويقوى ويساعد على النجاح ويدعم الثقة ويبهج القلب والنفس معا فالحب اخذ وعطاء حتى تتوازن الحياة وتسموا العاطفة ..فالحب هو رحيق الحياة فحيث يتواجد تنعث الفرحة ويثبت القلب و تسقر النفس حتى فى احلك الظروف واقساها..لأن المحبة هى الاقوى و هى السلاح- الغير المدمر- الذى يدمر المخاطر ويبني الحياة التى يجب ان نحياها ..”فلنحب لغرينا ما نحب لانفسنا “ فإن اعتنقنا هذه الحكمة فلا يكون هناك اى من الشرور او الحروب او العذابات او الاضطهادات الى آخره…
فلنتخيل ليس فقط حياتنا بل بلادنا بل العالم اجمع اذ اعتنقنا هذا المنطق السليم …فحينئذ لا اعتقد ان هناك اى كلامات مهما فاقت بلاغتها واستحسنت معنيها ان تعبر جمال وروعة الحياة ومدى التقدم والاستنارة ، اذا نسخر ما لدينا من مواهب بل عبقرية لخدمة السلام و الحفاظ على الجمال وتقديم يد المساعدة لمن هم بحاجة اليها حتى ننعم جميعنا ونتنعم بما وهبه الخالق لنا عز وجل من خيرات وفيرة ولنكتشف ما بداخلنا من قدرات تستطيع ان تقدم كل الخير وتمنع يد الشر وتنصر عيه.