بعد الفاجعة الي حلت بدرنة في الشرق الليبية، إثر الفيضانات التي جرفت ثلث المدينة حاصدة أرواح الآلاف، وعقب تصاعد الأصوات الغاضبة المتطالبة بالتحقيق وتحديد المسؤولين عن الكارثة، أمرت لجنة تحقيق حادثة عاصفة مدينة درنة المكلفة من النائب العام الليبي، بالحبس الاحتياطي ل 16 مسؤولاً عن إدارة مرفق السدود في البلاد.
وقال مكتب النائب العام اليوم الإثنين – إن لجنة تحقيق حادثة فيضان مدينة درنة ، باشرت مهمة تحليل حادثة انهيار سدي وادي درنة، وأبو منصور، وتوصيفها، ورسم أُطُرِ الاستدلال حولها، وتنسيقها، واستقصاء الأسباب المؤدية إليها.
وذكر المكتب أن اللجنة اضطلعت بمسؤولية بحث عدالة إدارة الأموال المخصَّصة لإعادة إعمار مدينة درنة، وتعيين مدى إخلال مكونات السلطة المحلية بواجب درء المخاطر المحيطة بسكان المدينة، فأجرت اللجنة ما يلزم البحث الجنائي، كفحص المستندات والوثائق، وتدقيق بيانات الحسابات المصرفية، وتتبُّع التحويلات المالية التي تعكسها، ودراسة تقارير الخبراء، وسماع الشهود .
وأضاف المكتب أنه في إطار البحث الابتدائي أجرت سلطة التحقيق، أمس الأحد استجواباً تناول واقع حادثة الفيضان؛ ومدى استمساك الموظفين العموميين، المكلَّفين بإدارة ملف إعمار المدينة، بقواعد إدارة المال العام وضوابطها ، وتحقيق غرض مشروع إعادة إعمار المدينة.
ووجهت اللجنة تهم إساءة إدارة المهمات الإدارية والمالية المنوطة إلى رئيس هيئة الموارد المائية السابق وخَلَفُه، ومدير إدارة السدود، وسَلَفُه، ورئيس قسم تنفيذ مشروعات السدود والصيانة، ورئيس قسم السدود بالمنطقة الشرقية، ورئيس مكتب الموارد المائية – درنة، وإسهام أخطائهم في وقوع كارثة فقد ضحايا الفيضان، وإهمالهم اتخاذ وسائل الحيطة من الكوارث، وتسبّبهم في خسائر اقتصادية لحقت بالبلاد.
كما وجهت التهمة إلى عميد بلدية درنة لإساءة استعمال سلطة وظيفته، وانحرافه عن موجبات ولاية إدارة الأموال المخصَّصة لإعادة إعمار مدينة درنة، وتنميتها.
وطلبت اللجنة التحقيق في مواجهة بقية المسؤولين عن حادثة فيضان مدينة درنة، وغيرهم ممن أساء إدارة مشروع إعادة إعمارها، أو حصَّل منافع غير مشروعة نتيجة هذه الإساءة.
وفى سياق آخر، أكد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبد اللهِ باتيلي، أن الأمم المتحدة ستواصل حشد الجهود من أجل إعادة إعمار المناطق المنكوبة وإعادة الحياة إلى طبيعتها .
جاء ذلك خلال زيارة “باتيلي” للعائلات النازحة بمدرسة “طلائع النصر” في منطقة سيدي خليفة شرق بنغازي والتي اتخذت منها عدةُ عائلات مأوى مؤقتا بعد أن جردتهم الفيضانات الجارفة من كل ما يملكون، وفقا لمنشور له على صفحة بعثة الأمم المتحدة، أوردته وكالة الأنباء الليبية (وال) اليوم الإثنين.
وبحسب المنشور، قدم المبعوث الأممي تعازيه القلبية للعائلات المكلومة .
وعلى جانب آخر، انتشلت فرق البحث والإنقاذ البحري بهيئة السلامة الوطنية الليبية 34 جثة من وسط البحر قبالة مدينة درنة.
وأوضحت الهيئة – في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الليبية (وال) اليوم /الاثنين/ – أن فرقتي الإنقاذ البحري الليبي والجزائري بعد وصولهما إلى ميناء درنة البحري قامت بانتشال هذه الجثث من البحر ، مشيرة إلى أنها تواصل العمل للبحث عن المفقودين وانتشال الجثث من تحت الركام .
من جهتها، أكدت فرق الإنقاذ التابعة لجهاز الإسعاف والطوارئ الليبية انتشال 226 جثمانا خلال الساعات الماضية من ميناء درنة،مشيرة إلى أنها تمكنت من إنقاذ 452 شخصا من تحت الركام منذ بداية الكارثة التي ضربت شرق البلاد جراء السيول والفيضانات التي خلفت آلاف الضحايا .
المصدر : وكالات