شعر: نسرين حبيب
يا مَنْ على سَريرِ الخَطيئَةِ حَلَّلْتُكَ طَوْعا
وَكُنْتَ لِلُبّ التَّضحِيَةِ فاقِد
اشتَقْتُكَ عُمُرا، عَرِقْتُكَ في مَسامِ جِلْدي عَطَشًا وَجوعا
وَكُنْتَ لِهَيَجاني خَيْرَ ناقِد
تَصَوَّرْ أنّي خَبَّأْتُكَ بَيْنَ الضّلْعِ والنَّفَسِ وَذَرَفْتُكَ دُموعا
وَكُنْتَ لِيَ بَيْنَ النَّهْدَيْنِ رافِد
لا بَذْخَ حُبّ ولا جودَ عَطْفٍ.. بَذْلًا بَذَلْتَ.. بَلْ مِنَ العَطاءِ جَبُنْتَ خُنوعا
وَحَلَلْتَ قَلبي قائِدًا فاتِحًا جالِد
انفُثْ وَلَو مَرَّةً في مُحيّايَ سُمًّا، يا مَن جَرَّعْتَني لَوعا
يا بُرْكانًا باطِنًا غَلَيانهُ خامِد
لَهيبٌ حامٍ خارِجُهُ، حَلْقُ تِنّينٍ يَلْهَثُ شَزْرا وَيَنْفثُ نيرانَهُ أَلْفَ نَوعا
داخِلُهُ تِمثالٌ، داخِلُهُ جامِد
واللّه! وما لَكَ عَلَيَّ حِلْفان يا حاقِد!
صَلاةُ الكَهَنَةِ وَالأَئِمَّةِ فيكَ لَنْ تَشْفَعَ، وَلا تَضَرُّعاتِ أُمّ ثَكْلى تَتلوها رَوعا
يا مَنْ يَبَّسْتَ عُروقي فَباتَتِ العُروقُ مَجاسِد
لَنْ يشفِيَ غَليلي مِنكَ إلّا أَصْواتُ الكنائِسِ والمَآذِنِ قارِعَة فوقَ قَبْرِكَ- يا لَلْرَّوْعة-
مُعْلِنَةً.. أَنَّكَ راقِد..