بقلم: فريد زمكحل
كانت سعادتي بالغة عندما أبلغني قنصل مصر العام في مونتريال سعادة السفيرة أمل سلامة بنبأ وصول وزيرة الهجرة والمصريين في الخارج ، معالي نبيلة مكرم عبد الشهيد واصف إلى مونتريال خلال أيام معدودة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.. ما دفعني لطلب تحديد موعد معها لحوار صحفي عن المصريين في الخارج والخطة المعدة من قبل الوزارة للتعامل معهم، والتي أعربت قنصل مصر العام عن ترحيبها به خلال الاتصال الهاتفي بيننا وإمكانية ذلك في نهاية المؤتمر التي نظمته القنصلية في إحدى قاعات الاستقبال المجهزة في مبنى الاحتفالات الشهير Château Royal في لافال في 18/04/2016 .
أقول كانت سعادتي كبيرة بنبأ الزيارة على الرغم من قناعتي بأنها تجئ في غير موعدها المناسب، لأسباب كثيرة منطقية سوف اشرحها بالتفصيل لاحقاً وأكدها حضوري ومتابعتي الدقيقة لوقائع هذا المؤتمر بوضوح، خاصة بعد أن قمت بتوجيه كلمة بمناسبة الزيارة ضمن الذين قاموا بتوجيه بعض الكلمات للوزيرة من السادة الحضور وكانت كلمتي بعد الترحيب بمعاليها وبالوفد المرافق لها وبعد توجيه الشكر والتقدير لكل من سعادة السفير معتز زهران سفير جمهورية مصر العربية في كندا وسعادة قنصل مصر العام السيدة أمل سلامة، عدت بكلمتي لمعالي الوزيرة حيث سألتها وبوضوح ألا ترى بأن موعد الزيارة لكندا في غير توقيته المناسب والذي كان يحتاج لتنسيق مسبق ومشترك بين الوزيرة وبين السفارة والقنصلية وبين الاعلام المصري بهدف الاعداد الجيد له وانجاح فاعليات الزيارة المهمة، خاصة في ظل حالة الجدل الدائر حالياً بين النخبة في مصر حول مصرية جزيرتي تيران وصنافير من عدمه ؟ وهل هي مصرية أم سعودية؟ بالإضافة لحالة الرفض غير المسبوق من أعضاء مجلس الشعب المصري لبرنامج الحكومة ووصفهم له بالكارثي وافتقاده للرؤية المستقبلية وتنقله كل الفضائيات المصرية؟ كما علقت على دعوتها للمصريين في الخارج بشراء شهادات الادخار الدولارية المعروفة باسم « بلادي» مقابل 2.5% إلى 3.5% بأنها دعوة جاءت على غير سند صحيح لأن الانتماء للوطن لا يكون مقابل أي فائدة أو عائد وهو واجب حتمي على كل مصري شريف القيام به خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة ولصعوبة تطبيقه مع جميع المصريين المتواجدين في الخارج خاصة العاملين منهم في دول الخليج؟
هنا هاجت القاعة ومعهم معالي الوزيرة التي قامت بمهاجمتي واتهمتني بعدم المعرفة وعدم القراءة وجهلي التام بموضوع الجزيرتين التي أؤكد عدم معرفة معالي الوزيرة بوجودهما أصلاً إلا بعد الإعلان الصادر من الحكومة المصرية بخصوصهما وذلك بالمقارنة لما أمتلكه من وثائق وفيديوهات لكبار المتخصصين المصريين والعالميين في هذا الخصوص وجميعها تؤكد على مصرية الجزيرتين شاء من شاء وأبى من أبى.. ولأن اختلاف الرأي وإعلانه لا يجب أن يشق الصف ولا يجب أن يفسد للود قضية، خاصة مع وجود رئيس نثق بوطنيته وأمانته وحبه الجارف لمصر والشعب المصري .. أقول هذا لا خوفاً منه ولا مجاملة له وإنما إحقاقاً للحق وشهادة للتاريخ.
و قيام الوزيرة بهذا التصرف المعيب قولاً وفعلاً يفسره عدم وجود تاريخ عملي لها وعدم علمها بمدى حبي ووطنيتي لبلدي الأم مصر .. إلإ أنها لم تتوقف وتمادت في أخطائها خاصة فيما يتعلق بموعد الزيارة ورفضها لكل ما قلته في هذا الخصوص وهو ما أدى في نهاية الحفل لإظهار حالة من عدم الإكتراث من جانبها بإجراء مثل هذا الحوار مما دفعني أيضاً لإخطار قنصل مصر العام بتراجعي عن اجراء هذا الحوار مع هذه الوزيرة التي اثبت تصرفها عدم احترامها لمصر وعدم تقديرها للدور الحيوي والمحوري الهام الذي يمكن ان يقوم به الاعلام الخارجي في تحسين صورة مصر أمام الحكومة الكندية بصفة خاصة والشعب الكندي بصفة عامة.
والسؤال هنا لحكومتنا الموقرة هو: ما هي آلية اختيار الوزير؟ وكيفية ومعايير اختياره؟ خاصة في مثل تلك الوزارات التي يرتبط طبيعة عملها بالدول الخارجية وتتطلب من الوزير القائم عليها القدر الكبير من الهدوء والتأني والتعامل السياسي الهادئ مع كل ما يوجه له من أسئلة سواء من الإعلاميين أو من السادة الحضور من أصحاب المهن الأخرى!
كانت دهشتي كبيرة لهذه السقطة التي وقعت فيها الوزيرة والتي شجعت على إثرها ظهور بعض الكلمات غير الايجابية ضد شخصي من بعض السادة الحضور من المنافقين وكدابي الزفة وكل زفة، وكان مسك الختام مع كلمة الزميل « جورج أبيض» الذي قام بتقديم واحد من أروع ادواره الوطنية في الدراما المصرية كعادته أمام كل المسئولين ومع كل الأنظمة خاصة خلال عام حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي وجماعة الإخوان الارهابية لمصر والتاريخ لا يتجمل ولا يكذب .. كما أنه لم يعُد يتحمل تصرفات وزيرة في غير مكانها المناسب لا تملك العلم ولا الخبرة ولا القدرة على إدارة وزارة بهذا الحجم، تتطلب الكثير من الحكمة لكسب الاعداء القدامى لا لخلق واكتساب اعداء جدد، مصر في غني عنهم في هذا الوقت الحرج والصعب!