بقلم: بهيج وردة
كلما سمعت عنه خبرية جديدة، أهرع إلى غوغل لأبحث عن أصولها. في الغالب المعلومة مادة كتبها، او مقال، أو حوار أثار صخباً كبيراً وقتها. من فضائل وسائل التواصل الاجتماعي أنها تكشف فسافس الأمور وكبائرها، ولك أن تختار. مرة عرفني على الكاتب التونسي ساسي جبيل. كان السر مقالاً «علينا أن ندمر قرطاج» كتبه عن تونس وخفاياها وصعلوك أزقتها ساسي الذي كان رفيقه لمهرجان، واستمر. حين تشتهي أن تضبط نصاً متوحشاً بإمضائه يعود إلى زمن خلا، تلعن الانترنت أنه لم يكن موجوداً وقتها.
في الفيسبوك لا يمكن أن تعرف إلا أنه شاعر، وهكذا كانت بدايتنا. بالشعر فقط. السطور التي يخطها كل ليلة وهو على سرير الوجد أو الفقد أو الثمالة. وهو يبكي وطناً بحجم سطر نثر. في لقاء عابر تنهمر الأسماء كالمطر، إلا أنه وفي للصحافة. لا يهادن مارسيل حين جاء أبوظبي ليتحدث عن درويش ونسيه – رغم مشروع يجمعه وإياه وكريمة الصقلي. هو هكذا لا يساير. ولا يتوقف عن كتابة الشعر. تغنيه لينا شماميان ويغيب عن حفلها في الشارقة. «عندي شغل كثير في أبوظبي». ليست حجة. لو كان يملك ثغرة من الوقت لفعلها. هو الذي انحاز لها علانية، لن ينكرها في السر. مكادي نحاس تغنيه وتطرب. تترك سيارتك وتمضي معه وعدنان العودة. يسأله عما ألقاه من شعر في سكاي نيوز. يجيب، فتكاد تبكي. أترى بكيت قبلي يا هاني؟. ماذا في جعبتك من خبايا يا هاني أيضا؟. أميمة الخليل وأنشودة المطر. فن المماحكة. كتاب الحوارات المعنون «أعرف الناس من أحذيتها». كم من الشعر تلقي في قلبي يا هاني ؟؟. عبارة يشاركني الكثير فيها لكني أقولها.
* * *
حضرته مرة في «الرواق» بدبي ففتح كل جروح السوريين، وكما يفرك الباذنجان بالملح عند صناعة المكدوس، كذلك فعل، وهو يغالب دموع الروح التي ذرفها عرقاً غزيراً. سيردد السوريون -على وجه الخصوص- قصائدك، أو يحولونها رصاصا يصوب على منبع الحنين. دمت لبيوت العتابا المنتشرة على طول منافي الأرض. للأسف لا أحفظ أيا منها لكني جد نادم!.
* * *
ومن سمّاك وطنا؟/ ها نحن نعبر مطأطِئي الرؤوسِ تحت سمائك الواطئة المزروعة بالقناصين/نصفنُا مات../ ونصفنا صار نصفه حفار/ قبورٍ/ ونصفه/ كفنا/ من سمّاك وطنا/ ومن مِن الأوغاد وظّف حزننا؟/ سرق الحقل والبلاد والخوف والأوجاع والجنى../ وكيف لنا بعد أن نعطيك/ ظهرنا/ نصفُـنا يقاتل نصفـنَا/ أينّا فاز../ سيحمل ثأر(نا).






























