بقلم: يوسف زمكحل
لم يكن كافياً أزمة الدولار في مصر وأزمة السياحة وأزمة امناء الشرطة مع الأطباء وقتل أحدهم لأحد المواطنين بل جاء إلينا الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني ليزيد الطينة بلة بفتواه التي تحرم إيداع الأموال في البنوك وقال فيها بالحرف “ أن وضع الأموال في البنوك الربوية “حرام” لأن البنك ليس له عمل إلا الإقراض والبنوك لا تنفذ مشروعات“. وهذه الفتوى تثبت خطة جماعة الإخوان في محاربة الحكومة والشعب من خلال تدمير الإقتصاد المصري بعد ان فشلوا في تدميرها سياسياً، والسؤال المُلح اين يضع الداعية أمواله ؟ هل يضعها تحت البلاطة أم يستثمرها في الشركات التابعة للإخوان؟ هذه الفتوى الخبيثة في فحواها هي تدعم التعامل خارج مظلة البنوك مما سيساعد على توسيع رقعة الإقتصاد غير الرسمي (الإقتصاد الموازي) الذي سيسبب ضرراً بالغاً للمجتمع من خلال توفير السيولة بمبالغ طائلة تسهل عمليات الإتجار في المخدرات والسلاح وتمويل العمليات الإرهابية التي أنتشرت في مصر من خلال بعض الجماعات والمنظمات الإسلامية . هذه التصريحات التي يمكن أن تُربك الإقتصاد المصري ولم يسال الداعية السلفي نفسه كيف سيتم توفير إحتياجات مصر من الغذاء والدواء وكل عمليات الإستيراد التي تتم عن طريق الأعتمادات البنكية ؟. وأين دور الدولة المصرية التي تتكلم عن وجوب تغيير الخطاب الديني وتتكلم عن الدولة المدنية الحديثة ولا تفعل شيئاً وتجلس في مقاعد المتفرجين ؟ مصر لاتتقدم لأننا نعيش ونتعايش مع افكار تخرج علينا كل يوم لتأخرنا سنوات وسنوات والدولة تشعرك أنها مسافرة أو أنها قد اصابها الشلل في أن تواجه مثل هذه الأفكار وهى تعرف ولكنها تتناسى أن هذه الأفكار تخلق مناخاً سيئاً رغم نية الدولة الحسنة في بناء مصر الحديثة وإقامة إقتصاد قوي ولكن مصر الآن تعيش في حالة ركود نتيجة سياساتها المعاكسة، والمضحك المبكي أنها تقوم بسجن من يحاربون هذه الأفكار الهدامة مثل إسلام بحيري بحجة إزدراء الأديان .. والشاعرة الصحفية فاطمة ناعوت التي تنتظر نتيجة طعنها على الحكم بالحبس ونرى في يوم حزين مشهد خروج الإرهابي محمد الظواهري من السجن ليدخله الصحفي أحمد ناجي .! أن حرية التعبير التي جاءت في الدستور باتت اليوم وهماً نعيشه كل يوم ونصيحة أخيرة للدولة أنه مهما كانت المشروعات التي تقام كبيرة إلا أن مصر لن تتقدم وحرية الرأي فيها تقتل وأمثال الشيخ الحويني وغيره يصولون ويجولون بأفكارهم السلفية الوهابية الخرفة ولا حول ولا قوة إلا بالله . اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد .