بقلم: فـريد زمكحل
أطلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ومسئولون دوليون، تحذيرات من حدوث «أزمة مجاعة على مستوى العالم لنقص الحبوب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية».
ويرى البعض أن سبب الأزمة الحقيقية يكمن في العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول اوروبا الغربية على الدب الروسي، والتي تُشكل في مجموعها وسيلة للضغط عليه بهدف تركيعه.
وهو الأمر الذي لم ينجح وأدى إلى نتائج عكسية غاية في الخطورة، أدت إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمي ما حوّل هذه العقوبات إلى وسيلة مضادة لتركيع العالم بدلا من تركيع روسيا.
والسؤال الأهم هو، لماذا لم تنتبه أمريكا ودول أوروبا الغربية لمدى احتياج العالم للقمح الأوكراني؟ وكيف ستؤثر العقوبات المفروضة على روسيا على اتفاقيات تصديره للملايين حول العالم؟
وعلى الرغم من توصل الجانبين الروسي والأوكراني إلى اتفاق ضمني يتيح السماح لسفن الشحن بنقل القمح من بعض المواني الأوكرانية الموجودة على البحر الأسود في غضون أسابيع إلى جميع دول العالم، والذي أدى الحصار المفروض عليها من الجانب الروسي إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل غير مسبوق مع وجود نقص حاد في بعض الدول التي تُعد الأفقر على مستوى العالم.
في حين قدَّر البعض كميات القمح المُعدّة للتصدير والعالقة في البلاد نتيجة الحصار الروسي المفروض إلى 20 مليون طن، ويقول الرئيس الأوكراني بأن هذا الرقم قد يرتفع إلى 75 مليون طن بعد حصاد العام الحالي.
والسؤال هنا هو، هل ستصمد الاقتصادات العربية أمام هذه المجاعة العالمية المتوقعة؟ بعد أن حذّر ديفيد مالباس رئيس البنك الدولي في منتصف شهر مايو/آيار الماضي من الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها المباشر في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتوفير الأسمدة المطلوبة، الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث ركوداً عالمياً، وذكر بأن الاقتصاد الألماني الذي يعتبر رابع أكبر اقتصاد في العالم قد تأثر فعلياً وتراجع بالفعل بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وأكد على أن استمرار انخفاض إنتاج الأسمدة سيزيد الأوضاع سوءاً في مناطق أخرى من العالم ستؤدي إلى تباطؤ في نمو الأسواق الأوروبية والأمريكية وفي الصين، وهو ما من شأنه إحداث الضرر الأكبر والأكثر للدول النامية.
ولذا أعتقد بأنه إن لم تتراجع وتتجه الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي لرفع وإلغاء كافة أشكال العقوبات الدولية المفروضة على روسيا في أسرع وقت ممكن، سوف يشهد العالم وشعوب دول العالم أجمع عصراً جديداً من المجاعة التي قد تُزيد من احتمالية قيام المزيد من الحروب الخطيرة بين جميع دول العالم بهدف الحصول على الطاقة والقمح والحبوب الرئيسية والأسمدة الضرورية التي تساعدها على البقاء في ظل هذا العصر المضطرب اقتصادياً، ما يعنى في النهاية تطبيق نظام مالي عالمي جديد يتم الإعداد له من الآن!