بقلم: هيثم السباعي
نحاول اليوم ذكر الجهات الأخرى التي ساهمت بشكل أو بآخر بالإغتيال ونبداً بوزارة الدفاع (الپنتاغون).
٣. جنرالات وزارة الدفاع (الپنتاغون): يقول “ريتشارد هيلمز” أحد مدراء وكالة الإستخبارات المركزية السابقين، أن الأخوين كينيدي كانا متحمسين جداً لإسقاط كاسترو في الوقت الذي كان فيه الرئيس “چي إف كي” متردداً حول غزو خليج الخنازير عام ١٩٦١ ومنع الدعم الجوي للغزاة، كما ذكرنا سابقاً، مما أدى إلى هزيمتهم هزيمة نكراء وسقوط الآلاف منهم بين قتيل وأسير بأيدي قوات كاسترو.
إزداد العداء للرئيس، أيضاً بين ضباط الوكاله ووزارة الدفاع (الپنتاغون) عندما رفض غزو كوبا في ذروة أزمة الصواريخ الروسية عام ١٩٦٢. إذ كان من نتيجة إتفاقه مع خروتشيڤ بعدم غزو كوبا مقابل سحب الصواريخ الروسية منها ضربة جديدة للرئيس الشاب لأنها تمس مصلحة صقور الصناعات الحربية الذين يتوقعون أن التعايش مع الشيوعية مستحيلاً.
كان الرئيس كينيدي مدركاً لهذه الأخطار المحدقة به لهذا طلب من الممثل كيرك دوغلاس إنتاج فيلم سياسي عنوانه سبعة أيام في أيار/مايو، يتحدث فيه عن قيام إنقلاب عسكري في الولايات المتحدة. اعترف روبرت كينيدي (وزير العدل) فيما بعد أنهما -هو والرئيس- أرسلا في أوج أزمة الصواريخ رسالة للروس قالا فيها بأنهما قد لا يتمكنان من لجم جنرالاتهم المتطرفين من القيام بمثل هذا الإنقلاب على غرار محاولات إغتيال الجنرال ديغول والإنقلاب عليه من قبل جنرالاته عندما منح الجزائر استقلالها. وهذا يقودنا إلى الجهة الرابعة التي نقمت على الرئيس وأصبح من مصلحتها سرعة التخلص منه.
٤. شركات الصناعات الحربية العملاقة: إذا علمنا أن الجيش الأميريكي فقد أكثر من ألفين طائرة عمودية (هيليكوبتر) خلال الحرب الڤييتنامية ومقارنتها بقرار الرئيس بتخفيض عديد القوات، تمهيداً لإنهاء الوجود الأميريكي هناك، عدا عن الخسائر بالعربات المدرعة والذخيرة وغيرها لعلمنا مدى الخسائر المادية الكبيرة التي ستمنى بها الشركات المذكوره، بتنفيذ مثل ذلك القرار. وهذا يفسر قيام چونسون بعده بتعزيز القوات الأميريكيه هناك. يضاف إلى ذلك أن الإنسحاب، دون تحقيق انتصار يعني بالنسبة للجنرالات هزيمة.
٥. المافيا والقائمين على الجريمة المنظمة: يقال على ذمة الراوي، أن المافيا تبرعت بمبلغ مليون دولار لحملة الرئيس كينيدي الإنتخابيه. كما أنها منيت بخسائر فادحة، تقدر بعشرات الملايين من الدولارات التي كانت تجنيها من كازينوهات القمار والمخدرات والبغاء نتيجة طردها من كوبا على يد الثوري الجديد فيديل كاسترو. لذلك كان نجاح معركة خليج الخنازير سيعيدها إلى مملكتها في كوبا، ولكن رفض الرئيس تقديم الدعم الجوي للغزاة أفشله وبالتالي فوت الفرصه على عودة المافيا إلى مملكتها وأضاع عليها فرصة كسب الملايين من جديد وأصبح مسؤولاً أمامها عن تلك الخسائر.
يذكر أنه بمجرد دخول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، بدأ أخاه بوب، وزير العدل حربه الشعواء على المافيا والجريمة المنظمة التي عانت الأمرين من تلك الحرب، مادياً ومعنوياً ومبرراً للتخلص منهما.
٦. ليندون بي جونسون، نائب الرئيس: يعتبر نائب الرئيس من أكثر الناس إستفادة من إغتيال الرئيس لأنه سينقله إلى الموقع الأول. يؤكد المؤمنون بنظرية المؤامره أن نائب الرئيس إذا لم يشترك بالمؤامرة فهو بالتأكيد على علم بخطة الإغتيال. (نظرية أخرى تقول أنه تلقى مساعدة چورچ بوش الأب الذي أصبح الرئيس رقم ٤١، وكان نجمه، عندها بدأ بالصعود في وكالة المخابرات المركزية وتصادف وجوده في دالاس يوم الإغتيال). ولو أن چونسون نصح الرئيس بل ترجاه بعدم القيام بتلك الرحلة المشؤومة بحجة أن أهل تلك الولاية لا يكنون أي ود تجاه الرئيس. رغم ذلك فإن المخابرات السوڤييتية (كي چي بي) لديها أدلة قاطعة عن تورطه بالإغتيال.
٧. الثائر الشيوعي فيديل كاسترو، رئيس كوبا: أكدت جميع التحقيقات عدم وجود أي علاقة لكاسترو بالإغتيال.
٨. الإتحاد السوڤييتي بقيادة ‘نيكيتا خروتشيڤ’ رئيس مجلس السوڤييت الأعلى: بعد بناء قواعد إطلاق صواريخ عابرة للقارات في كوبا عام ١٩٦٢ التي تسببت بأزمة عُرفت بأزمة الصواريخ. في الحقيقة، عبر رئيس مجلس السوڤييت الأعلى شكوكه في لقائه مع الكاتب والصحفي الأميريكي المعروف ‘درو پيرسون’ بتاريخ ٢٤/٠٥/١٩٦٤ في القاهره شكوكه حول وقوف اليمين الأميريكي وراء مؤامرة الإغتيال ورفض كل الحجج التي قالت عكس ذلك.
ورد خطأ في العدد الماضي (٥ من ٦) والصحيح ٥ من ٧، فعذرا.